قال الحبيب المالكي، رئيس مجلس النواب، إن المغرب، تحت القيادة الحكيمة للملك محمد السادس، جعل من التعاون جنوب جنوب خيارا إستراتيجيا بالنسبة إلى المملكة. وأشار رئيس الغرفة الأولى من البرلمان المغرب، على هامش تمثيله لملك المغرب في حفل تنصيب ماريو عبدو بينيتي، الرئيس الباراغوياني الجديد، إلى أن العاهل المغربي أسس لمفهوم جديد ولمنهجية جديدة ولتوجه إستراتيجي خاص بالتعاون جنوب جنوب، موردا أن "ما يضطلع به المغرب من مبادرات وأدوار على مستوى قارته الإفريقية ستكون له، من دون شك، امتدادات إيجابية ومهمة للغاية خدمة للشعوب". وأبرز المالكي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن "التعاون شمال جنوب أصبح في حاجة إلى نَفَسٍ وأفق جديديْن، وبالتالي فالاهتمام بالدول التي تنتمي، جغرافيا، إلى الجنوب من شأنه أن يفتح آفاقا أرحب ويمكن المغرب من الاضطلاع بدوره بكيفية طبيعية". وأضاف رئيس مجلس النواب أن الاندماج الاقتصادي بين دول الجنوب أصبح ضرورة حيوية في زمن العولمة، لا سيما أننا نعيش اليوم في عالم بدون حدود، مبرزا أن المغرب اختار منذ فجر الاستقلال الانفتاح والتضامن مع الشعوب وأصبح عضوا فاعلا داخل منظومة الأممالمتحدة ويتبنى قيمها في كل المجالات. المالكي أكد أن "الملك يحظى باحترام وتقدير كبيريْن من قبل الرئيس الباراغوياني الجديد الذي عبّر عن دعمه لكل المبادرات التي يقوم بها جلالته على المستوى الوطني واللإفريقي والدولي"، مشيرا إلى أنه لمس خلال سلسلة المباحثات التي أجراها سواء مع السلطات الحكومية أو البرلمانية بهذا البلد الجنوب أمريكي اهتماما كبيرا بالمغرب ورغبة أكيدة في تطوير العلاقات الثنائية للرقي بها إلى أعلى المستويات. وأورد المتحدث أن زيارة الملك محمد السادس سنة 2004 لمجموعة من دول أمريكا اللاتينية فتحت آفاقا جديدة وأسست لدبلوماسية جديدة خاصة بهذه المنطقة، مسجلا أنه على ضوء عدد من اللقاءات لاحظ أن العلاقات الثنائية مع المملكة أصبحت أحد المحاور الأساسية للتعاون وإحدى ركائز الدبلوماسية لعدد من بلدان أمريكا اللاتينية. ومن ثمار هذه الزيارة الملكية، يُضيف رئيس مجلس النواب، تزايد الدعم الذي ما فتئت العديد من بلدان أمريكا اللاتينية تعرب عنه لفائدة قضية الصحراء المغربية والوحدة الترابية للمملكة، وكذا لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدمت بها المملكة لطي صفحة هذا النزاع الاقليمي المفتعل، مشيرا إلى أن عددا من المسؤولين الحكوميين والبرلمانيين بالباراغواي اعتبروا خلال سلسلة اللقاءات التي أجراها معهم أن "الاستقرار والأمن أصبحا مرتبطين باحترام الوحدة الترابية للدول وبالتالي احترام وحدة الشعوب". وعلى مستوى العمل البرلماني، قال المالكي إن هناك تفاعلا إيجابيا وعميقا بين الدبلوماسية الرسمية والبرلمانية، و"هذا ما ساعد على انفتاح أقوى للمؤسسة البرلمانية المغربية من خلال تفعيل مجموعات الصداقة وكذلك ربط علاقات مع برلمانات أمريكا اللاتينية"، مذكرا بأن البرلمان المغربي يحظى حاليا بوضع متميز داخل مجموعة من البرلمانات؛ من بينها، على الخصوص، برلمان الأنديز وبرلمان أمريكا الوسطى (بارلاسين) ومنتدى رؤساء المؤسسات التشريعية بأمريكا الوسطى والكاريبي (فوبريل). وفي سياق ذي صلة، أعلن المالكي أنه دعا، خلال جلسة عمل عقدها بأسونسيون مع طوماس بيطار نافارو، رئيس برلمان السوق المشتركة لدول أمريكاالجنوبية (البارلاسور)، إلى مأسسة التعاون والشراكة مع برلمان دول "الميركوسور" التي تضم حاليا كلا من البرازيل والأرجنتين والباراغواي والأوروغواي.