عيد أضحى بطعم الاحتجاج تعيشه ساكنة مخيمات تندوف بالجزائر، بعد أن أطلقت قيادة جبهة البوليساريو سراح العديد من المعتقلين في قضايا الاتجار بالمخدرات، عبر مسطرة ما يسمى "العفو الرئاسي" بمناسبة عيد الأضحى، في حينٍ لا يزال معارضو إبراهيم غالي قابعين داخل سجون البوليساريو، دون الإتيان بذكر مناطق حبسهم. خبر التذمر نقلته مصادر إعلامية انفصالية عن "عائلات عوقبت باستثناء أبنائها من العفو، مقابل السماح لبارونات المخدرات بمغادرة السجون، بالرغم من خطورة أفعالهم على المجتمع"، مشيرة إلى أن العفو عن المتورطين من شأنه أن يشجع الكثيرين على ممارسة التجارة المحرمة، في ظل تمتيعهم بكافة ظروف التخفيف والأولوية في "العفو الرئاسي". ولم تستبعد المصادر "ارتباط مسألة الإفراج عن تجار المخدرات بضغط تمارسه لوبيات تهريب المخدرات على الحدود الموريتانية الجزائرية، بعد افتتاح معبر "شوم"، والذي سيشكل متنفسا آخر سيعمد المهربون على تطويعه واستخدامه كطريق لإغراق الجزائر وموريتانيا ومخيمات تندوف بالمخدرات". المحلل السياسي المغربي كريم عايش اعتبر أن "العديد من المجرمين المعروفين بتجارتهم للمخدرات العابرة للحدود جرى تمتيعهم بالحرية من لدن رئيس الجمهورية الوهمية، في صفقة عقدتها البوليساريو مع هؤلاء من أجل تجاوز مسألة اعتقالهم، وتدجينهم والضغط عليهم لخدمة أجندة، خاصة فيما يتعلق بالتجارة غير المشروعة وضبط واستخدام طرق التهريب وتجارة الأسلحة والمخدرات". وأضاف عايش، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "قيادة البوليساريو لا تفوّت الفرص دون أن تستفز محتجزي مخيمات تندوف والرأي العام ببياناتها المتناقضة والمتضاربة، حيث تجاهلت شعارات مجموعة الاحتجاجات لمحتجزي المخيمات الذين اُستثني أبناؤم من العفو، مقابل تمتع أفراد عصابات المخدرات من هذا الامتياز". وأردف الباحث في مركز الرباط للدراسات السياسية والاستراتيجية بالقول إن "البوليساريو متورطة إقليميا بشكل كبير في قضايا المخدرات، وكانت آخر القضايا التي أثارت جدلا اختطاف واحتجاز أحد أبناء أعرق القبائل الموريتانية مؤخرا، وما لذلك من علاقة بترويج وتهريب المخدرات، والصراعات القبلية". وأكمل المتحدث أن "تجار المخدرات صار لهم نفوذ يتعدى دعوات حقوق الإنسان والعيش بكرامة كما تدعي قيادة الجبهة، التي تمني المحتجزين بأوهام استقلال مزعوم ينبغي أن يكون استقلالا من الحجز والاحتكار والتجويع وقمع الحريات داخل مخيمات تندوف، كما حدث لخط الشهيد وللأسر التي أعلنت دعمها للمقترح المغربي بحكم ذاتي ضمن جهوية موسعة".