رغم التعليمات المتواصلة التي يوجهها الملك محمد السادس إلى حكومة العثماني من أجل العمل على تفادي مشكل الماء في عدد من قرى ومدن المملكة، خصوصا خلال فترة الصيف؛ عاش المغاربة كابوساً حقيقياً بسبب انقطاع هذه المادة الحيوية قبل وبعد صباح يوم عيد الأضحى. وقضى مواطنون في مدن عديدة ليلة بيضاء مساء الثلاثاء ينتظرون عودة الماء بعدما انقطع كلياً أو جزئياً في أحياء مختلفة؛ كما أن عددا منهم لم يتمكنوا من الاغتسال لأداء صلاة العيد أو تنظيف بيوتهم من تراكم فضلات العيد ومخلفات عملية النحر. واستنكر مواطنون من القصر الكبير، ووزان، وتارودانت، وقلعة السراغنة، والعطاوية، في تصريحات متطابقة لجريدة هسبريس، مشكل انقطاع الماء عن مدنهم وعدم وصوله إلى الطوابق العليا للعمارات، مؤكدين أن المشرفين على وكالات توزيع المياه لم يكلفوا أنفسهم عناء إشعار الساكنة بتوقيت الانقطاع حتى يتم اتخاذ التدابير الاحتياطية. ففي مدينة القصر الكبير، التي يتواجد بها أحد أكبر سدود الجهة (وادي المخازن)، اضطر عدد من المواطنين في أحياء مختلفة إلى الخروج ليلاً للبحث عن الماء، مخافة استمرار انقطاعه حتى صباح يوم العيد. وقال أحد نشطاء المدينة غاضباً: "من أراد أن يقضي حاجته في المراحيض عليه أن يبحث عن فعل ذلك في العراء..فضيحة استمرت من مساء أمس إلى غاية هذا الصباح.. الله ياخد الحق". من جهته طالب رئيس المجلس البلدي السابق للقصر الكبير، سعيد خيرون، بفتح تحقيق في إيقاف تزويد المدينة بالماء الصالح للشرب "الناتج حسب بعض المصادر عن عدم أداء الوكالة لمستحقات المكتب"، وشدد على ضرورة الوقوف على الأسباب الحقيقية واتخاذ الإجراءات اللازمة حتى لا تصبح الوضعية مزمنة بهذه المدينة. وتابع النائب البرلماني السابق عن حزب العدالة والتنمية، في "تدوينة فايسبوكية": "مهما كانت دوافع وأسباب إيقاف تزويد الوكالة المستقلة الجماعية لتوزيع الماء والكهرباء بإقليمالعرائش بالماء الصالح للشرب من طرف المكتب الوطني للماء والكهرباء، وما ترتب عنه من انقطاع الماء عن مدينة القصر الكبير، فإن المسؤولية تقع على عاتق مسؤولي الوكالة، بدءا برئيس المجلس الإداري، ألا وهو عامل الإقليم، وكذلك مدير الوكالة، اللذين لم يبذلا أي جهد تواصلي قصد إخبار الساكنة بانقطاع الماء خلال أيام العيد". مدير وكالة توزيع الماء والكهرباء بالقصر الكبير، الخليل المديوني، نفى انقطاع الماء عن المدينة بتاتاً، وأوضح في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية أن "قلة الماء ناتجة عن الضغط المتزايد على استهلاكه خلال أيام العيد، وليس بسبب تواجد مشكل تقني أو ندرة معينة". وأضاف المسؤول المحلي: "في الأيام العادية تصل نسبة استخراج الماء من الشبكة إلى 100 و110 بالمائة، بينما اليوم بلغت 200 بالمائة، نتيجة تخوف مسبق عند الساكنة بأن الماء سينقطع خلال العيد، وهو ما أدى إلى تزايد الضغط". وفي مدينة تارودانت قال مواطنون في تصريحات لهسبريس إن مشكل انقطاع الماء سجل قبل أربعة أيام من عيد الأضحى، إذ يتم إطلاق الماء فقط ما بين السابعة والحادية عشرة صباحاً. وفي سياق ذي صلة، أفسد مشكل انقطاع الماء في إقليموزان فرحة العيد على المواطنين. وقال أحد السكان من أسجن إن "المنطقة عاشت قمة الاستهتار واللامبالاة بعد استمرار انقطاع الماء إلى ما بعد صلاة العيد وتوقيت نحر الأضحية". يشار إلى أن انقطاع الماء خلال يوم عيد الأضحى بات مشكلاً سنوياً يقض مضاجع آلاف المضحين عبر مختلف ربوع المملكة.