عاش سوق المواشي بنسودة بفاس، الذي جرى تخصيصه لعرض أضاحي العيد، صباح اليوم الثلاثاء، على إيقاع توتر وصف بالخطير بعد أن عمد عدد من الجانحين إلى خلق جو من الاضطراب برحاب هذا السوق عبر ترديد شعارات تندد بغلاء أسعار الأضحية بالموازاة مع رشق بعضهم للباعة بالحجارة. وأفاد شهود عيان بأن حالة الارتباك التي عرفها سوق بنسودة، الذي يعد أكبر سوق للمواشي بجهة فاسمكناس، دفع عددا من عارضي أضاحي العيد إلى مغادرة السوق، مشيرين إلى أن عناصر أمن فاس والقوات المساعدة تدخلت بسرعة لاستتباب الهدوء. وذكرت مصادر هسبريس أن "العناصر، التي حاولت إثارة الفتنة بسوق بنسودة لأضاحي العيد، كانت تتوخى تكرار سيناريو سنة 2014 حين عمت الفوضى السوق المذكور، أعقبها وقوع عمليات سطو واسعة على رؤوس المواشي التي كانت معروضة، آنذاك، للبيع". وانتقلت، ظهر اليوم، عدوى "الانفلات" من سوق المواشي بنسودة إلى سوق الأضاحي بعين النقبي. وقد أفاد عبد العالي. م، سائق دراجة نفعية ثلاثية العجلات، بأن عددا من الشبان الجانحين عمدوا إلى إثارة الفوضى داخل السوق المذكور، موردا لهسبريس أن ذلك الوضع دفع الكسابة إلى الإسراع بإخلاء سوق عين النقبي بعد أن سادت حالة من الهلع في صفوفهم. وأورد متحدث هسبريس أن جوا من الارتباك خيّم على سوق عين النقبي، بالرغم من تمكن العناصر الأمنية من إعادة الهدوء إليه وتأمين رحابه، مبرزا أن أسعار الأضاحي به تضاعفت بأكثر من مائة في المائة. وكانت أسعار الأضاحي بأسواق مدينة فاس قد التهبت بشكل مفاجئ انطلاقا من أمس الاثنين، أرجعها أحد الكسابة إلى قلة العرض مقابل الارتفاع الكبير في الطلب. المصدر ذاته أوضح أسباب هذه الوضعية لهسبريس قائلا: "سعر الخروف الذي كان لا يتعدى ثمنه ألفي درهم تجاوز سعره، خلال هذين اليومين، ثلاثة آلاف درهم نظرا لاختيار أغلب المواطنين بمدينة فاس تأخير اقتناء الأضحية، لتجنب إيوائها ببيوتهم في غياب محلات مخصصة لذلك". واضطر القائمون على سوق الأضاحي لطريق صفرو، الذي عاش هدوء نسبيا، مساء اليوم، إلى إغلاق أبوابه في وجه مزيد من زبنائه بسبب الاكتظاظ الكبير الذي عرفه هذا السوق، بعد توافد عدد كبير من الراغبين في الظفر باقتناء أضحية العيد عليه، بعد أن تعذر عليهم تلبية طلبهم بسوقي بنسودة وعين النقبي إثر ما عاشاه من أحداث.