يترقب أكثر من مليون مغربي من الجالية المغربية المقيمة بإسبانيا الاحتفال بعيد الأضحى اليوم الثلاثاء في أجواء تختلط فيها فرحة العيد بمخاوف من تشديد السلطات الإسبانية من الإجراءات والعقوبات الزجرية المرتبطة بطقوس ذبح الأضحية. وتستحضر الجالية المغربية هذه السنة القرارات التعسفية التي اتخذتها السلطات الإسبانية السنة الماضية، خصوصا بالمدينتين المحتلتين سبتة ومليلية، حيث منع على المسلمين إدخال الأضحية. وتفاديا لتكرار سيناريو احتجاجات السنة الماضية، أجازت السلطات الإسبانية إدخال أضاحي مغربية إلى المدينتين، شريطة التأكد من عدم وجود أي خطر للأكباش المغربية على الصحة العامة وخلوها من الأمراض. وتختلف طقوس الاحتفال بعيد الأضحى بإسبانيا عن المغرب، إذ يضطر المهاجرون المغاربة إلى ذبح الأضحية داخل المذابح المرخص لها بذلك، في حين يلجأ العديد منهم إلى الغابات والأماكن الخالية، بعيدا عن عيون السلطات الإسبانية، لذبح الأضحية على الطريقة الإسلامية، ما يعرض العديد منهم في حالة ضبطهم من طرف الشرطة ومعهم الذبيحة لغرامات مالية كبيرة. معاناة المغاربة بإسبانيا لا تنتهي بانتهاء عملية ذبح الأضحية، إذ يتعرضون لمجموعة من المضايقات من طرف الجيران الإسبان، خصوصا في حالة انبعاث دخان جراء شواء اللحوم، إذ يجدون أنفسهم عرضة لمجموعة من المتابعات القضائية. في هذا الإطار يقول عماد أعراب، مهاجر من مدينة مورسيا: "نتعرض لمجموعة من المضايقات بإسبانيا خلال عيد الأضحى، تبدأ بارتفاع أثمان الأضاحي، إذ يتم احتكار الأكباش لتعرف أثمانها ارتفاعا صاروخيا باقتراب العيد". ويضيف المتحدث ذاته: "نفتقد تماما أجواء العيد بإسبانيا، حيث يتم حرماننا من طرف السلطات من ممارسة الطقوس التي اعتدنا عليها في المغرب، كما نتعرض لوابل من السب والشتم من بعض الأشخاص، إذ يتم وصفنا بالمجرمين والمتوحشين". وتنشط خلال عيد الأضحى بإسبانيا مجموعة من جمعيات حماية حقوق الحيوان، التي تجد في هذه المناسبة الدينية فرصة للتضييق على المغاربة، ما يدفع العديد من المهاجرين إلى شد الرحال إلى المغرب لقضاء العيد رفقة الأهل والأحباب. *صحافي متدرب