فيما اختار الآلاف من أفراد الجالية المغربية، قضاء فترة عيد الأضحى المبارك في أرض الوطن، بعدما تأتى لهم تأجيل عطلتهم السنوية لتتوافق مع هذه المناسبة، وجد مغاربة آخرون من قاطني دول المهجر، أنفسهم بعيدا عن الأجواء الحميمية والطقوس الاجتماعية التي تميز مناسبة عيد الأضحى في الوطن الأم. فالعيد في دول المهجر، وبالذات في أوروبا التي تضم أكبر تجمع لأفراد الجالية المغربية على أراضيها، يختلف بشكل كبير عن العيد وأجوائه في أرض الوطن، إذ يكاد أن يكون هذا اليوم الهام لدى المسلمين يوما عاديا هناك، نظرا للأجواء الاحتفالية الباهتة بين أفراد الجالية. حسب ارتسامات استقتها جريدة طنجة 24 الإلكترونية. وحسب المفضل أكوخي، وهو أحد المغاربة القاطنين بمدينة ملقة الاسبانية، أن" العيد بمعناه الحقيقي يكون في الوطن في المغرب دون غيره". وبحسب هذا المهاجر المغربي، الذي تحدث لطنجة 24، فإنه في مدينة ملقة مثلا "تغيب أي مظاهر الاحتفال بين أفراد الجالية، حيث نشتري الاضحية ونأتي بها من المجزرة مجرد لحوم مقطوعة تنتظر الطبخ". وفي نفس الاتجاه يسير جواب عبد الغفور الدغيري، المقيم في ألمانيا، الذي يشير أنه "في المغرب تكون أجواء الصلاة في المصلى ذات نكهة خاصة نفتقدها في ألمانيا، والذبح في المنزل يخلق جوا من الحماس العائلي لا نجده هن". في اسبانيا كما في العديد من الدول الأوروبية، يمنع بشكل قاطع قيام المسلمين بذبح اضاحي العيد في بيوتهم على عكس ما هو الأمر في أرض الوطن، بل يتوجب عليهم اعطاء هذه المهمة لعمال المجاز، ثم نقل أضحيتهم إلى البيت عبارة عن لحم. وهذا ما يؤكده محمد علي أرباط، وهو مواطن مغربي مقيم بضواحي مرسيليا جنوبي فرنسا، بالقول "المقررات التي تصدرها المصالح البلدية تمنع بشكل قاطع ذبح الأضاحي داخل البيوت تحت طائلة غرامات. ويضيف أرباط قائلا في حديثه للجريدة " حتى شواء اللحوم ممنوع هنا في فرنسا، إذ يمنع منعا كليا هذه العادة، بدعوى أن دخان الشواء قد يؤذي الجيران ويسبب الإزعاج للناس ". ومن جهتها، تبرز أسماء الغرابي، أن المسلمين في المنطقة التي تقطن فيها ببلجيكا، يذهبون إلى البلدية من أجل الحصول على رخصة لذبح أضاحي العيد في مكان مخصص بأحد المساجد. وتوضح هذه المغربية المقيمة في بلجيكا، أن "جميع المسلمين القاطنين بالمنطقة، وعددهم قليل، تقول سارة، يذبحون أضاحيهم هناك، قبل أن تقوم لجنة مراقبة طبية بفحصها" منع عملية الذبح في البيت، ومنع شي اللحم كأحد الطقوس التي تربى عليها المغاربة في الوطن، تجعل من يوم العيد حسب المهاجرين المغربيين المفضل