أطلق عدد من المتطوعين والمتطوعات، صباح اليوم، حملة لتنظيف مقبرة الشهداء المعروفة ب"مقبرة حمو صالح" في مدينة خريبكة، من أجل إزالة مخلفات حريق شبّ داخل المرفق ذاته قبل أيام قليلة، وأتى على مساحة كبيرة من الحشائش والأشجار. ورغم قّلة عدد المتطوّعين على أرض الواقع مقارنة مع التفاعل الذي عرفه النداء المتداول على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، فإن المشاركين في الحملة شرعوا، منذ الساعات الأولى من صباح اليوم، في جمع الأزبال وإزالة الأعشاب اليابسة وتنظيف المقبرة من مخلقات الحريق. وأوضح جليل محمد عبد النور، أحد منظمي حملة النظافة، أنه "مباشرة بعد تعرّض المقبرة لحريق لازالت أسبابه مجهولة، أطلق عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي نداءات تدعو إلى تنظيم حملة نظافة، وهو ما استجابت له فئة من الشبان والشابات رغم قلة عددهم وعدّتهم". أما عائشة خُليْد، إحدى المشاركات في المبادرة، فأكّدت أن "الحريق الذي شبّ داخل المقبرة أثار استنكار ساكنة خريبكة والمناطق المجاورة؛ لكن الاستنكار وحده لا يكفي، لذلك قرّر عدد من الشباب التواصل مع السلطات المعنية والتطوع لتنظيف المكان". وقالت المتحدثة ذاتها: "لم نناقش مسؤولية السلطة وما إذا كانت فعلا تقوم بدورها، ولكن السؤال الذي طرحناه هو ماذا قدّمنا نحن؟ وما الذي ينبغي فعله تجاه الأموات؟"، مضيفة أن "بعض المتطوعين ساهموا بالعمل الميداني، فيما ساهمت بعض النسوة بتوفير الماء وبعض الأغذية؛ وهذا دليل على أن الخير لازال قائما بين المغاربة". وأوردت عائشة خُليْد، في تصريح لهسبريس، أن "أكثر من ست هكتارات من المقبرة تضررت بسبب الحريق، وقد لا يستطيع المتطوعون تنظيفها بأكملها، عبر إزالة الأعشاب والشجيرات والأزبال، لكنهم يأملون انخراط متطوعين آخرين أيام السبت والأحد والاثنين".