شهدت المقبرة القديمة لمدينة خريبكة، المعروفة ب"مقبرة حمو صالح"، حالة استنفار كبيرة، عشية اليوم السبت، إثر تعرّض مساحة شاسعة منها لحريق تُجهل الأسباب المباشرة في اندلاعه إلى حدود الساعة. وانخرطت عناصر الوقاية المدنية في عملية إخماد الحريق، مستعينة بشاحنتيْ إطفاء كبيرتيْن، غير أن كثرة الشجيرات والحشائش والأعشاب اليابسة حالت دون التمكن من السيطرة على النيران بسرعة. وفي الوقت الذي تجنّد الإطفائيون من أجل إخماد الحريق، حلّ ممثلون عن مختلف الأجهزة الأمنية والسلطة المحلية بعين المكان، فيما باشر المحققون الأبحاث والتحريات لمعرفة الأسباب الحقيقية لاندلاع الحريق، وما إذا كان الأمر مجرد حادث عرضي أو بفعل فاعل. وتفاعلا مع الحادث، انبرى عدد من نشطاء موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لاستنكار ما تعرضت له المقبرة، محمّلين المسؤولية للمصالح الجماعية، خاصة في ما يتعلق بصون حرمة الأموات عبر تنظيف المقبرة بشكل دوري، مع ضرورة إزالة الحشائش والأعشاب قبل حلول فترة الصيف. وانتشرت على الموقع الاجتماعي ذاته صور وأشرطة فيديو توثق لحظات إخماد الحريق، مذيّلة بتعليقات ووسوم تستنكر تعرّض القبور لمحرقة مرفوضة، ومذكّرة بأهمية الحملات التي نظمها جمعويون، في أوقات سابقة، من أجل تنظيف المقبرة وإزالة أعشابها اليابسة، غير أن شساعة المرفق حالت دون تمكن المتطوعين من تغطيته كاملا بمبادرتهم الإنسانية. وعن مسؤولية المصالح البلدية، أوضح محمد عفيف، نائب رئيس المجلس البلدي بخريبكة، أن "أمطار فصل الشتاء الماضي كانت كثيرة، وساهمت في نمو مساحات كبيرة من النباتات، وبالرغم من المجهودات التي تبدلها المصالح البلدية، بتعاون مع جمعيات المجتمع المدني، فإن إزالة كل الأعشاب يبقى أمرا صعبا، خاصة وأن المساحة تتراوح بين 4 و5 هكتارات". وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن "البعض ممن يقصدون المقبرة يخلفون وراءهم قنينات زجاجية وسط الأعشاب اليابسة، وحين تنضاف إليها أشعة الشمس يُصبح اندلاع الحريق أمرا واردا"، مشدّدا في الوقت ذاته على أن المصالح المعنية تجندت بالسرعة المطلوبة، واستعانت بآليات المجمع الشريف للفوسفاط، من أجل السيطرة على الحريق'. يُشار إلى أن الحريق الذي شهدته المقبرة الواقعة بمحاذاة الحي السكني الرياض، عشية اليوم، تزامن مع ارتفاع درجة الحرارة ضمن موجة رياح "الشركي" التي ساهمت في انتشار النيران داخل المرفق، وصعّبت مهام الإطفائيين.