لم يخلف شباب حي "يعقوب المنصور" بالرباط الموعد، اليوم، لتنظيف مقبرة "الشبانات"، المتواجدة بحيّهم، رغم شدة الحرارة المُرتفعة، والعدد المحصور للمشاركين، إلا أن شعارهم كان موحّدا حول حفظ كرامة الموتى. وانخرط في هذه الحملة البيئية والإنسانية، مجموعة من سكان الحي، شبابا ونساء ورجالا، الذين لبّوا دعوة تنظيف المقبرة طيلة شهر يوليوز، لإزالة الأزبال والنفايات والأعشاب المتناثرة بين قبور الموتى، مِن دون أن يشغلهم فصل الصيف بالسفر والتمتع والراحة. أحدُ المتطوعين الشباب، الذي لم تُعقه وضعيته في المشاركة في الحملة؛ إذ لا يتوفر سوى على ِرجل واحدة، ورغم ذلك جعل اسمه ضمن أسماء المساهمين في تنظيف مقبرة "الشبانات". وقال المتطوع، في تصريح لهسبريس "الشباب يؤمنون بالتطوع كقيمة ومبدأ إنساني، والغيرة على منطقتهم، ولم تمنعني إعاقتي في المشاركة اليوم، لأني أتوفر على أيادي وهذا هو المهم، وعندما أرى رجلا مُسنا عمره 80 سنة يأتي هو الآخر لُيساهم في هذه البادرة الإنسانية، لا أتردد في المشاركة". وأطلق مجموعة من أبناء حي يعقوب المنصور هذه الحملة، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وهو الخبر الذي توصّل به الكثير من سكان الحي، ومكّن امرأة من الإلمام بهذه المبادرة، إذ أردفت المتطوعة " هذه مبادرة طيبة لتنقية المقبرة، لأن الناس يزورون موتاهم ويخافون من تواجد الثعابين والحشرات الضارة ". وأضافت المتحدثة، في تصريح لهسبريس "يجب أن ننطلق من المبدأ الإسلامي الذي يقول إن النظافة من الإيمان، وبالتالي يجب أن ننادي على كل الناس و الفاعلين الجمعويين لتقديم العون والمساعدة، حتى يكون التنظيف مستمرا ودائما". وتطوعت للمساهمة في الحملة، امرأة لم تُفوت فرصة المشاركة، وهي القادمة من إيطاليا إلى المغرب فقط ثلاثة أيام قبل اليوم، وقالت" قرأت خبر تنظيف المقبرة على صفحة الفايسبوك، وقررتُ المشاركة، وأنا فرحة لأني أحس بأن روحي من روح الشعب وأبناء الحي، ورغم أننا في فصل الصيف، يجبُ أن نستعل هذا الوقت لكي نتعاون، أما بخصوص السفر، فهناك عدة عطل طيلة السنة، يمكننا الاستمتاع بها". ودعا الشباب المتطوعون إلى تكثيف الجهود للاستمرار في تنظيف المقبرة كل يوم الأحد، من الشهر الجاري، معتبرين أنه " ورش بيئي وإنساني واجتماعي، يجمع مجموعة من الشباب الغيورين، من أجل هدف نبيل هو الحفاظ على كرامة الموتى، فلا يمكنُ ترك المقبرة على هذه الحالة، وحتى الممرات شبه مغلقة بالأعشاب والأحجار". وحث أحد المتطوعين الرجال، أبناء حي يعقوب المنصور على "المساهمة بوقتهم ولو نصف ساعة من أجل تنظيف المقبرة"، داعيا إلى تعميم المبادرة على باقي مقابر الرباط، موضحا أن "قلة قليلة من مقابر الرباط تتمتع بالصيانة والجودة، وباقي المقابر تعاني من المرارة التي تحز في النفس". *صحافية متدربة