إثر ارتفاع عدد الإصابات بلسعات العقارب ولدغات الأفاعي، قدمت وزارة الصحة، التي يتصدرها الوزير أنس الدكالي، تدابيرَ وقائية لتجنّب لسعات العقارب ولدغات الأفاعي والثعابين، والتي ترتفع وتيرتها في فصل الصيف بسبب ارتفاع الحرارة. وفي الوقت الذي تطالبُ فيه الجمعيات العاملة في مجال الصحة بتوفير الأمصال لضحايا لسعات العقارب والأفاعي، قالت الوزارة إنّ المصْل المضادَّ للسعات العقارب تم حذفه من بروتوكول العلاج ولم يعد مستعمَلا دوليا "لعدم فعاليته العلاجية". وزارة الصحة أوضحت أنَّ تفادي لسعات العقارب يقتضي مقاربة وقائية، وقدمت مجموعة من النصائح، موجهة بالخصوص إلى الأطفال الصغار، باعتبارهم الفئة الأكثر عُرضة للتعرض للتسمم جراء لسعات العقارب ولدغات الأفاعي. وتنصح وزارة الصحة بعدم إدخال الأيادي في الحفَر والجحور، وعدم الجلوس في الأماكن المعشوشبة وبجانب الأكوام الصخرية، مع ضرورة تحريك الأحذية والملابس الواقية قبل ارتدائها والانتباه في حالة القيام بعمل ميداني أو رفع الحجارة. ولتفادي تكاثر العقارب والأفاعي بجانب المناطق السكنية، تنصح الوزارة بإزالة الأعشاب الموجودة قرب المنازل وصيانة الساحات المحيطة بها، مع إغلاق الغيران والثقوب التي قد توجد على مستوى الجدران والأسقف، بالإضافة إلى تبليط الجدران الموجودة داخل المنازل وخارجها لتصبح ملساء على ارتفاع متر على الأقل، قصد منع العقرب أو الأفعى من تسلق الجدران والولوج إلى المنازل. كما نصحت بتخزين الخشب والمتلاشيات في أماكن خاصة، للحيلولة دون إيجاد العقارب والأفاعي مخابئ لها داخل البيوت، مؤكدة أنّ تزويد السكان بالكهرباء وتوفير الماء والجمع المنتظم للنفايات كلها أمور تكتسي دورا كبيرا في الحد من انتشار هذه الحيوانات التي تؤرق بال المغاربة القاطنين في المناطق الحارة، وخاصة العالم القروي. وحسب آخر تقرير للمركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، فقد وصل عدد لسعات العقارب المسجلة في المغرب خلال السنة الماضية إلى 30 ألف حالة، 25،29 منها طالت الأطفال أقل من 15 سنة، أدّت إلى وفاة 62 حالة، 97 في المائة منها الأطفال، خلال سنة 2017. وبخصوص التعامل مع ضحية لسعات العقارب والأفاعي، أكدت وزارة الصحة أنّ حدوث الإصابة يقتضي ضرورة التعجيل بنقل المصاب إلى أقرب مصلحة للمستعجلات الاستشفائية، مبرزة أن كل تأخير في تلقي العلاج له نتائج سلبية وينقص من فعالية التدخل العلاجي. ويلجأ المغاربة القاطنون في المناطق النائية إلى الطرق التقليدية للعلاج من لسعات العقارب ولدغات الأفاعي، مثل ربط الطرف المصاب أو تشريطه أو شفْط السم أو كيّ مكان اللدغة أو اللسعة، واستعمال موادَّ كيماوية أو أعشاب.. غير أنّ وزارة الصحة تحث المواطنين على الابتعاد من هذه الطرق التقليدية، لكونها تنتج عنها في غالب الأحيان مضاعفات خطيرة.