أشادَ توماس رايلي، السفير البريطاني المعتمد بالرباط، بنتائج الحوار الاستراتيجي الذي جمعَ، مؤخرا، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، بنظيره البريطاني وقال إن "هذا الحوار الاستراتيجي يُمثل لبنة أساسية في مسار تطوير العلاقات بين البلدين والارتقاء بها إلى مستويات عليا". وأضاف سفير المملكة المتحدة المعتمد لدى المملكة المغربية، في تصريح خصّ به جريدة هسبريس الإلكترونية، أن "علاقات قوية وعريقة تجمع المملكة المتحدة بالمملكة المغربية تزيد عن 800 سنة"، مبرزا أن "الحاجة تدفعُ إلى تطوير هذه العلاقة والارتقاء بها". وأكد أن "الحوار الاستراتيجي الذي احتضنته لندن الشهر الماضي يشكّل لبنة أساسية في هذا المسار". ويعدُّ الحوار الاستراتيجي المغربي البريطاني منتدى رفيع المستوى لمناقشة وتسوية القضايا الإستراتيجية ذات الاهتمام المتبادل، بما فيها القضايا الأمنية الإقليمية والوطنية. ويتأسس هذا الحوار على الاحترام المتبادل، مع السعي إلى النهوض بمبادئ القانون الدولي، وكذا حماية وتعزيز حقوق الإنسان والحريات. وفي هذا السياق أكد الدبلوماسي البريطاني أن "العلاقات السياسية والأمنية والاقتصادية الثقافية التي تجمعُ البلدين تمثل أسساً قوية تعكس الدينامية والقوة، اللتين يجب أن تكون عليهما العلاقة بين بلدين كالمملكة المتحدة والمملكة المغربية"، مشيرا إلى أن "الدورة القادمة من حوارنا الاستراتيجي سوف تعقد السنة القادمة هنا بالمغرب من أجل تقييم تقدم تعاوننا ومواصلة رسم مسار خارطة طريق تعاوننا معا". وعن الجوانب المشتركة التي تجمعُ البلدين، قال رايلي إن "الجانب الثقافي يمثل الوجه الأهم في علاقتنا لأنه يتيح لنا الاحتكاك المباشر والتواصل مع الناس في بلدينا، وفي هذا الباب يمكن الحديث عن تنظيم التظاهرات الرياضية وزيارات فاعلين من مؤسسات المتاحف وتبادل الخبرات وتنظيم دورات تكوينية، وكمثال على هذه الأنشطة استقبال أعضاء نادي القوارب، التابع لجماعة أوكسفورد، الذي حلَّ بضفاف نهر أبي رقراق للقاء الفريق الوطني المغربي للتجديف". وفيما يخص الجانب السياسي، كشف كبير الدبلوماسيين البريطانيين في المغرب أن "الجانبين ناقشا العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك كمواضيع حظر انتشار الأسلحة الكيماوية وموضوع الشأن السوري والشأن الليبي". أما فيما يهمُّ جانب الأمن ومحاربة الإرهاب، فقال رايلي: "ناقشنا سبل تطوير علاقاتنا في هذا الباب حتى يستمر تدفق عدد السياح البريطانيين على المغرب بوتيرته العالية، التي تقدم نحو 700 ألف سائح سنويا". وأوضح رايلي بهذا الخصوص أن "تدفق السياح البريطانيين على المغرب يعكس الثقة التي تحظى بها الأجهزة الأمنية المغربية لدى المواطنين البريطانيين، ونأملُ أن تدوم هذه الثقة". وفيما يهمُّ العلاقات التجارية، قال رايلي: "نظراً إلى المرحلة التي تمرُّ بها المملكة المتحدة، سوف تتقوى وستكون هدفا أساسيا خلال سنتي الثانية سفيرا بالمغرب". وتوقف رايلي عند ما اعتبره "أبرز حدث عرفته هذه الدورة من الحوار الاستراتيجي، هو التوقيع على مذكرة التفاهم، التي ستخول للمدارس البريطانية الدولية إنشاء فروع لها بالمغرب، وتوفير فرص لتلقي تعليم بريطاني بالمغرب بين بلدينا".