جدّد عبد الكريم بنعتيق، الوزير المنتدب لدى وزير الخارجية والتعاون الدولي المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج وشؤون الهجرة، دعوة مغاربة العالم إلى "الاستثمار في بلدهم والعمل على جلب المستثمرين للمملكة وتعريفهم بمؤهلاتها والمساهمة في النموذج التنموي الذي يقوده الملك محمد السادس بإصرار وتحد". بنعتيق اختار مدينة الدريوش للاحتفال باليوم الوطني للمهاجر، اليوم الجمعة، تحت شعار: "أية أدوار للكفاءات المغربية المقيمة بالخارج في تنمية الاقتصاد الوطني"، وأكد أنه من الطبيعي أن تواجه المستثمر صعوبات، لافتا إلى أن "حلاوة الاستثمار هي مواجهة الصعوبات والتحديات، ونحن معكم لمواكبتكم ومساعدتكم على تذليل العقبات". وشدد المسؤول الحكومي، في الكلمة التي ألقاها بالمناسبة، بحضور الكاتب العام لعمالة الدريوش ورئيس المجلس الاقليمي وممثلة لجهة الشرق، على أن المغرب في حاجة إلى أبنائه بالخارج، وقال: "بلدكم في حاجة إلى خبرتكم ومساهماتكم كمستثمرين في قطاعات واعدة، ليكون المغرب قادرا على التموقع في مجالات اساسية كالصناعة والفلاحة والخدمات والطب والصيدلة وغيرها". وأضاف بنعتيق: "يجب أن تكونوا قوة ضاربة وحقيقية، وبتعاوننا سنتغلب على جميع الصعوبات لتجد الأجيال الصاعدة الأسس الكفيلة بمساعدتها على حمل المشعل والمساهمة في بناء المشروع المغربي الكبير". وأكد على أهمية التكنولوجيا الدقيقة بالنسبة لمستقبل المغرب، واسترسل "آن الأوان للبحث عن أبنائنا المشتغلين في هذا المجال، حيث نعول عليهم ليكون قناة وسطية بين حاجيتنا وما هو متوفر في بلدان الاستقبال". ودعا عبد الكريم بنعتيق أفراد الجالية إلى العمل على الترويج بشكل كبير للمنتوجات المغربية في الخارج، مشددا إلى ضرورة تضافر الجهود، وقال :"لدينا الإمكانيات لذلك بفضل شبابنا وكفاءاتنا". ولم يفوت الوزير الفرصة دون التنويه بالدور الذي لعبه الجيل الأول في نجاح مغاربة العالم، وقال إن "الرأسمال الكبير هو التربية الحسنة والأصيلة والتشبث بالوطن والملك والوحدة الترابية". وتطرق الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة لأهمية الارتباط بالإسلام المغربي الوسطي المعتدل، وزاد "التحصين مسؤوليتنا جميعا كعائلة وكمحيط قريب وبعيد، لذلك يجب أن نستثمر فيه، كما علينا أن نستمر في الحفاظ على هويتنا التي تتقبل التعايش وتندمج بسهولة". وختم بنعتيق كلمته بالتأكيد على أن المشروع التنموي الجديد ورش كبير ل"رفع تحدي مغرب الغد، الذي من الضروري أن يسهم فيها مغاربة العالم القادرون على قيادة مؤسسات والبصم على مساهمة قوية في المضي بالمغرب إلى الأمام". وبعد استعراضه لأهم المنجزات والأوراش التي تعرفها المملكة، استمع الوزير لتدخلات الحاضرين من أفراد الجالية، حيث اشتكوا من غياب المصالح الخارجية للوزارات عن إقليم الدريوش وغلاء تذاكر البواخر والطائرات، زيادة على بعض المشاكل المتعلقة بالعقار والقضاء. ويهدف تنظيم الموعد خلال السنة الحالية إلى الوقوف على ما جرى إنجازه في مجال تشجيع مغاربة العالم على المساهمة في تنمية الاقتصاد الوطني، وكذلك التعريف بأهم الفرص المتاحة أمامهم وأهم المجالات ذات الأولوية في مجال الاستثمار؛ من أجل الخروج بمقترحات عملية متوافق حولها من شأنها تسهيل أداء الكفاءات المغربية بالخارج لأدوارها كاملة في التنمية الواسعة للاقتصاد الوطني.