يحتفل المغرب، يوم غد الجمعة، باليوم الوطني للمهاجر، وهو مناسبة لإبراز المبادرات المتخذة لفائدة المغاربة المقيمين بالخارج، والتأكيد على ضرورة دعم هذه الجالية التي تظل مساهمتها أساسية في التنمية الشاملة للبلاد. ويهدف اليوم الوطني للمهاجر الذي يحتفل به هذه السنة، تحت شعار "أي أدوار للكفاءات المغربية المقيمة بالخارج في تنمية الاقتصاد الوطني" إلى تسليط الضوء على المساهمة الجوهرية للجالية المغربية في تطوير وطنها الأم والتذكير بالانجازات التي تم تحقيقها في مجال دعم وتشجيع المغاربة المقيمين بالخارج لفائدة الاقتصاد المغربي، وتحديد الفرص والقطاعات الاستثمار ذات الأولوية لتعزيزها. وحسب الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، فإن هذا اليوم سيشهد تنظيم تظاهرات بمختلف ربوع المملكة، وذلك في شكل لقاءات تواصلية وندوات علمية يساهم في تأطيرها مجموعة من ممثلي المصالح الخارجية للقطاعات الحكومية المعنية حول القضايا التي تشغل بال مغاربة العالم. وتلتزم المملكة، التي وضعت الجالية المغربية المقيمة بالخارج في صلب اهتماماتها، بتطوير وتنفيذ عدد من البرامج والسياسات العامة حول الهجرة، بهدف أساسي دعم المغاربة المقيمين بالخارج، الذين يقدر عددهم بنحو خمسة ملايين، سواء في الوطن الأم أو في بلدان إقامتهم. وهكذا، تمت إعادة تفعيل صندوق "دعم استثمارات مغاربة العالم"، المخصص لتعزيز استثمارات المغاربة المقيمين بالخارج لتمكين مغاربة العالم الراغبين في إنشاء أو توسيع مشروع استثماري في مختلف المجالات في الحصول على دعم وفق شروط معينة. كما تم إطلاق مبادرة "الجهة 13" لمنح المقاولين من المغاربة المقيمين بالخارج إمكانية الولوج إلى مختلف الخدمات التي يقدمها الاتحاد العام لمقاولات المغرب، بالإضافة إلى فضاء للتواصل والربط الشبكي مع مختلف الفاعلين الاقتصاديين بالمغرب، عبر البوابة الإلكترونية (www.membycgem.ma). وتم، على المستوى الأكاديمي، تنظيم العديد من البرامج في المملكة لفائدة أطفال المغاربة المقيمين بالخارج، كالإقامات الثقافية والجامعات الموسمية، بهدف تعزيز التكوين والبحث العلمي في مجال الهجرة ولتعزيز روابط التعاون مع هذا الجالية. وكان عبد الكريم بنعتيق، الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، أكد، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، خلال لقاء نظم بالصخيرات في إطار مشاركة ممثلين عن الجالية المغربية المقيمة بالخارج في احتفالات عيد العرش المجيد، أن "التفكير في المغاربة المقيمين بالخارج لا ينبغي أن يكون ظرفيا، بل يجب أن يرتكز على الأدوار التي يضطلعون بها على المستويين الوطني والدولي"، معتبرا أن المغاربة في كافة أنحاء العالم "يمثلون نموذجا للتعايش واحترام معتقدات الآخر". وتؤكد هذه التدابير الاهتمام الخاص الذي أولاه المغرب، البلد الوحيد في شمال إفريقيا والشرق الأوسط الذي يتوفر على استراتيجية وطنية في مجال الهجرة، لقضية الهجرة تماشيا مع التعليمات الملكية السامية والمقترح الذي تقدم به صاحب جلالة الملك محمد السادس إلى القمة ال30 للاتحاد الإفريقي في إطار "الأجندة الأفريقية للهجرة" الرامي الى إنشاء مرصد إفريقي للهجرة ومبعوث خاص للاتحاد الأفريقي مكلف بالهجرة. وقد أكد جلالة الملك، في رسالة الى القمة الثلاثين للاتحاد الافريقي، أنه "ينبغي علينا اعتماد منظور إيجابي بشأن مسألة الهجرة، مع تغليب المنطق الإنساني للمسؤولية المشتركة والتضامن". وإن المملكة، أكثر من أي وقت مضى، عازمة على العمل لفائدة الجالية المغربية المقيمة بالخارج، كما يدل على ذلك اختيار المغرب بالإجماع من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة لاستضافة يومي 10 و11 دجنبر المقبل للمؤتمر الحكومي الدولي لاعتماد الميثاق العالمي للهجرة الآمنة والمنظمة والمنتظمة وتنظيم الدورة الحادية عشرة للمنتدى العالمي حول الهجرة والتنمية من 5 الى 7 دجنبر المقبل.