غليان كبير يعيشه سكان مدينتي الدارالبيضاءوالمحمدية الذين يتنقلون بين المدينتين عبر سيارات الأجرة الكبيرة، بسبب إلزام القرار العاملي الذي أصدره الوالي السابق لجهة الدارالبيضاءسطات، خالد سفير، أصحاب سيارات الأجرة بالعودة الفارغة. وعبر عدد من المواطنين، في تصريحات متطابقة لجريدة هسبريس الإلكترونية، عن تذمرهم من رفض أصحاب سيارات الأجرة الكبيرة نقلهم من المحمدية صوب مدينة الدارالبيضاء، على اعتبار أن ذلك يشكل مخالفة قد تتسبب في وضع عرباتهم في المحجز البلدي. وأكد المواطنون، خاصة المتواجدين في الأحياء البعيدة عن محطة سيارات الأجرة، أن هذا الإجراء يؤثر على مصالحهم ويؤخرهم عن الوصول إلى مقرات عملهم في الوقت المناسب، مستغربين من كون عدد من "الطاكسيات" تمر بجانبهم فارغة وترفض نقلهم. وينص القرار العاملي رقم 40-47، الصادر بتاريخ دجنبر 2016، على أن "كل سيارة أجرة لا تحترم نقطة الانطلاق الخاصة، يعاقب صاحبها بسحب رخصة الثقة ووضع سيارة الأجرة في المحجز البلدي لمدة قد تصل إلى ستة أشهر". وأثارت مسألة "الكالة" التي يقوم بها أصحاب سيارات الأجرة الكبيرة بين البيضاءوالمحمدية جدلا واسعا، ويعمل ممثلو كل مدينة من السائقين على توقيف كل سيارة تحمل زبناء من خارج المحطات المخصصة لذلك؛ الشيء الذي يدخلهم في مشادات في ما بينهم في كثير من الأحيان. عزيز الزيتوني، الكاتب الإقليمي للاتحاد الديمقراطي المغربي للشغل بالمحمدية، قال، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن لجوءهم إلى "الكالة" المخالفة للقوانين، "هو وسيلة للتنظيم، في الوقت الذي يجب أن يقوم الدرك الملكي أو الأمن بذلك". وأضاف المتحدث نفسه أن "الكالة ممنوعة، لأنه لا يجب اعتراض سبيل المارة، لكن في غياب من يطبق القانون نضطر للقيام بذلك"، مضيفا أن "المواطن أكبر متضرر، خاصة على مستوى الطريق الساحلية، حيث يجد صعوبة في الوصول إلى منزله أو مقر عمله، لكون سيارة الأجرة مضطرة للعودة فارغة إلى نقطة انطلاقتها". وحمّل الزيتوني المسؤولية إلى وزارة الداخلية في استمرار مسألة "الكالة" ورفض أصحاب سيارات الأجرة نقل المواطنين، بالنظر إلى أن الوزارة صاحبة القرار العاملي الذي يجبر السائقين على العودة الفارغة إلى نقطة انطلاقتهم. ودعا المسوؤل النقابي ذاته والي جهة الدارالبيضاءسطات، عبد الكبير زاهود، إلى اتخاذ قرار يقضي بمنح سيارات الأجرة بالجهة بأكملها لونا موحدا، حتى يتمكن السائقون من الاشتغال بأريحية ونقل المواطنين من أي مدينة صوب أخرى. ويضطر المواطنون في مدينة المحمدية القاصدون مدينة الدارالبيضاء إلى ركوب حافلات النقل الحضري المهترئة، لأن سيارات الأجرة الكبيرة ذات اللون الأبيض، الخاصة بالعاصمة الاقتصادية، ترفض نقلهم تطبيقا للقرار العاملي المشار إليه الذي يحث على احترام نقطة الانطلاقة.