تعودُ نيران الانقسام الداخلي في صفوف حزب العدالة والتنمية إلى الاشتعال من جديد بعد أن طالب البرلماني عبد العالي حامي الدين ب"إجراء تعديل حكومي يزيح حزب التجمع الوطني للأحرار من الأغلبية الحكومية"، معتبرا إياه "عبئا على الحكومة، لاسيما بعد حملة المقاطعة". "خرجةٌ" لم ترق كثيرا صقور "حزب المصباح"، إذ أورد سليمان العمراني، النائب الأول لسعد الدين العثماني، أن "ما نشره حامي الدين يُخالف ميثاق الأغلبية الذي وقع عليه حزب العدالة والتنمية، والذي باسمه يتولى حامي الدين رئاسة لجنة دائمة بمجلس المستشارين؛ فضلا عن كون هذا الموقف الذي لم يأخذ مجراه في قنواته المؤسساتية يخالف المنهج الذي سار عليه الحزب منذ 2011 في احترام مكونات الأغلبية مهما تكون لنا من مواقف من بعض مكوناتها". بدورها شهدت فعاليات الملتقى 14 لشبيبة العدالة والتنمية شدا وجذبا بين النائبة البرلمانية آمنة ماء العينين ووزير الطاقة والمعادن، عزيز رباح، بخصوص وجود أزمة سياسية في المغرب؛ ففي حين تُسجل القيادية في مداخلتها في إحدى الندوات وجود أزمة حقيقية في البلاد، ينفي المسؤول الحكومي أن تكون هناك أزمة، بحكم تصدر "البيجيدي" للانتخابات، وتوفره على أغلبية برلمانية مريحة. من جهته، لم يفوت عبد الإله بنكيران، الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، فرصة الملتقى الشبابي دون التأكيد على أن صمته طوال الفترة الماضية كان رغبة في عدم إحراج أحد، بعد أن تصاعد خطاب يتهمه بحرمان الحزب من رئاسة الحكومة، وبالتدخل في قيادته، مع تلويح البعض بالانسحاب من السياسة في حال واصل "خرجاته". وفي هذا الصدد قال عبد العالي حامي الدين، البرلماني عن حزب العدالة والتنمية، في رده على سليمان العمراني: "إن النقاش السياسي لا يعني عدم احترام مكونات الأغلبية أو غيرها من الفاعلين، بمن فيهم من يصطفون في المعارضة"، مشيرا إلى أنه لا يعرف سبب إقحام رئاسته للجنة دائمة بمجلس المستشارين في هذا النقاش ذي الطبيعة السياسية على ضوء ما تعيشه البلاد من احتقان سياسي واضح، يستدعي التفكير في الحلول المناسبة له. وأضاف حامي الدين، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن انتخابه في رئاسة لجنة دائمة "جاء في إطار الحصة التي يستحقها الفريق"، وزاد: "تم التصويت بالإجماع وليس بالأغلبية، وجاء قبل التوقيع على ميثاق الأغلبية بشهور، وقبل تشكيل حكومة العثماني أصلا". وأردف المتحدث ذاته: "لا بد من التذكير بأن الأحرار صوتوا على بنشماش رئيسا لمجلس المستشارين خارج اتفاق الأغلبية. كما ينبغي التذكير بأن انتخاب رئيس مجلس النواب الحالي تم خارج منطق الأغلبية الحكومية الحالية، بل صعد بأصوات المعارضة، بالإضافة إلى حزب الأحرار". وزاد المستشار الإسلامي: "هذا دون الحاجة إلى التذكير بمواقف بعض أحزاب الأغلبية، ومنها الأحرار، والتي تسيء إلى الحكومة وإلى حزب العدالة والتنمية تحديدا"، مشيرا إلى أنه يكن محبة خالصة لسليمان العمراني، ويتمنى أن يكون النقاش العلني فرصة لتطوير نقاش سياسي رفيع ينفع البلاد والعباد.