بعد كتابه الأول "المغترب" الذي صدر قبل سنتين ويحكي تجربته بالديار الأمريكية، يواصل الكتاب المغربي محمد برشي مساره الإبداعي برواية "باسو" التي صدرت قبل أيام بالمغرب، في 205 صفحات من الحجم المتوسط. برشي ابن قرية املعب نواحي الراشيدية، المقيم بأمريكا، تناول في رواية "باسو" قصة شاب ينحدر من إحدى قرى الجنوب الشرقي، من عائلة شديدة الفقر، كافح هو وعائلته من أجل إتمام تعليمه حتى حصوله على شهادة الإجازة في علم الأحياء، ليصطدم بالبطالة في بلد تفرّخ جامعاته جحافل من المعطّلين، ليهتدي بعدها إلى طريقة لإنقاذ نفسه من تلك العطالة، وهي محاولته الاقتران بشابة مهاجرة من بنات منطقته، الأمر لم يكن سهلا بالمرة؛ إذ اعترضت عراقيل جمّة إتمام مراسيم هذا الزواج. بعد اعتقاد باسّو أنه وجد ضالته في هذا الزواج، اكتشف أن مسار حياته بعد التحاقه بزوجته في الديار الفرنسية سيتحول إلى سلسلة من الأحداث المثيرة وغير المتوقعة. رواية "باسو" تنهل من تجارب الهجرة في قرى الجنوب الشرقي حيث تنعدم فرص الشغل والتعليم، وحيث تبقى الهجرة نحو الديار الأوروبية المنقذ من براثن العطالة والضياع. "باسو" ليس سوى رمز لآلاف الشبان الذين لم يجدوا فرصة شغل تضمن لهم الكرامة في بلادهم. تجربة محمد برشي في الكتابة هي تجربة مجموعة من الكتاب الشباب في المغرب الذين ينشرون لأنفسهم، بأن يقصدوا مطبعة ويتفقون معها على ثمن لطبع كتاب ما، على أن يقوم بتوزيعه بنفسه في نقط بيع كثيرة في المغرب، بالاستعانة بالأصدقاء ودعمهم لإنجاح تجربة إبداعية في ظل غياب مؤسسات حاضنة للكتاب ولإبداعاتهم.