بعد مسار راكمته في الأغنية الدينية الصوفية، قررت الفنانة سلوى الشودري العودة إلى السّاحة الفنية بأغنية اجتماعية اختارت لها عنوان "التحرش". المطربة والملحنة المغربية، التّي تخصصت في الغناء العربي الأصيل والأغنية الدينية، علقت عن اختيارها لهذا الموضوع بالقول: "الأغنية تدقّ ناقوس الخطر بخصوص هذه القضية الخطيرة، التّي تنتج عنها تبعات كارثية على نفسية المرأة، وخاصة على الفتاة الصغيرة، لذلك يجب أن نتصدى لمثل هذه الآفة التي تهدد بنية مجتمعنا والتي تعتبر فيه المرأة هي الأم التي يجب أن تعيش في سلام لتربي جيلا سليما وليس معنفا". واعتبرت ابنة مدينة تطوان، التي تزاوج بين العمل الاجتماعي والفن الملتزم، أنّ "قوانين حماية النساء من التحرش في الفضاءات العامة لا يمكن أن تحد من الظاهرة"، مشددة على "دور التربية داخل الأسرة واحترام الآخر لمواجهتها". هذا المسار الفنّي الجديد، الذي اختارته الشودري، قالت عنه، في تصريحها لهسبريس: "تعد أغنية التحرش انقلابا فنّيا لما قدّمته سابقا، وقد شكل صدمة لدى بعض المتتبعين؛ لأنّ الجمهور اعتاد على تقديمي لأغان دينية صوفية وأخرى تثقيفية للأطفال، لكن ظروف المرض التّي مررت منها غيّرت نظرتي إلى بعض الأشياء، وقررت أن أحمل معي رسائل تحسيسية لعدد من القضايا من خلال الفن الذي أقدّمه". وتعتبر الفنانة المغربية أنّ "الفن يحمل قيما إنسانية وقيم المحبة والسلام والحق، لأنّه يرقى بالإنسان ويخبره بأنه روح في الأصل، بالإضافة إلى سحره في تأثيره على الإنسان، لذلك وجب استغلال هذه الرسائل بطريقة إيجابية لتغيير عدد من السلوكات المجتمعية"، تقول سلوى. وعن مزاوجتها للعمل الفنّي والخيري، تقول الفنانة سلوى الشودري: "هما وجهان لعملة واحدة، هما روح واحدة، الروح الخيرة التي تحب الإنسان ووطنه وتشتغل من أجلهما وللرقي بهما؛ فالفنان والمطرب والعازف هو إنسان أولا، ووظيفته أن يسعى إلى إسعاد من حوله". وتمدرست الفنانة سلوى الشودري على المدراس الطربية الكلاسيكية والأندلسية، وتقول: "أنتمي إلى كل هذه الجذور تكوينا وإرثا موسيقيا، حيث إنني سليلة سيدي المعلم محمد الشودري رحمه الله، أحد أعلام ومؤسسي الموسيقى الأندلسية في ربوع المغرب".