تزامنا مع خطاب العرش الأخير والذي أثار فيه الملك محمد السادس قضايا الاستثمار وإشكالياته، حيث دعا في جزء منه إلى تيسير إجراءات المستثمرين الإدارية من لدن كل المتدخلين العموميين، بالمقابل تعيش جهة كلميم وادنون على وقع ما يصفه المقاولون من أبناء المنطقة بركود اقتصادي، حيث جرى تجميد العديد من المشاريع الاقتصادية في مجال الاستثمار وبالتالي ضاعت على الجهة فرص شغل بالمئات لأبناء المنطقة والذين يفضل أغلبهم ترك المدينة بحثا عن قوت يومه خارج بوابة الصحراء. وبعد الزيارتين الملكيتين إلى كلميم في العامين 2005 و2007، بالإضافة إلى زيارة ملكية لمدينة العيون مؤخرا، جرى التوقيع أمام الملك محمد السادس على عدة مشاريع ضخمة لجهات الصحراء الثلاث نالت منها جهة كلميم وادنون نصيبا مهما لتصبح حسب الرؤية الملكية قاطرة تنموية للنموذج المغربي في الصحراء؛ غير أن التطاحنات السياسية جعلت العديد من المشاريع المتعلقة بالسكن الاقتصادي والتعليم والسياحة، على سبيل الذكر لا الحصر، تراوح مكانها منذ 2010 بسبب خلافات سياسية مع المستثمرين والذين يعاني بعضهم من خسائر مالية تفوق المليار درهم. أحمد سالم المجيدري واحد من بين هؤلاء المقاولين والذي يحكي لجريدة هسبريس عن وضعية الاستثمار في الجهة والأسباب التي يعتبرها مفرملة لعجلة الاقتصاد بالمنطقة؛ أهمها، وفق المقاول سالف الذكر، وجود لوبيات من الفساد تقف حجر عثرة في طريق التنمية التي أرادها جلالة الملك لبوابة الصحراء المغربية. ويعتبر المستثمر في مجال البناء والتعليم والسياحة أن "أكبر معيق لتنمية جهة كلميم وادنون هم تجار الانتخابات والذين تعاقبوا على تسيير مجلس جماعة كلميم، حيث نعاني من الابتزازات والعراقيل الإدارية كلما تقدمنا بمشروع ما". ويضيف المتحدث في البرهنة على جملة المشاريع المتوقفة من طرف جماعة كلميم مركب للسكن الاقتصادي من المنتظر أن يضم أزيد من ألفي شقة موجهة إلى ذوي الدخل المحدود من أبناء كلميم؛ غير أن إرادة الرئيس السابق والحالي للمجلس الجماعي حالت دون أن يرى المشروع النور إلى حد الآن، وبالتالي خسارة أزيد من مليار درهم كضريبة لتوقف المشروع سالف الذكر. ويواصل رجل الأعمال، الذي حظيت مؤسسة من مؤسساته التعليمية بتدشين ملكي، في سرد الصعوبات التي تجعل المستثمرين يغادرون حاضرة كلميم بالقول: :لا يمكن لأي مشروع، مهما كان حجمه وقيمته، أن يرخص له إلا إذا دفعت أموالا طائلة تحت الطاولة إلى لوبيات الفساد وسماسرة الانتخابات وإلا فمصيرك الخسارة كل يوم حتى تنسحب أو تعلن إفلاسك"، يورد المجيدري. وحول كلفة المشاريع التي ظلت مجمدة منذ ثماني سنوات، أشار المتحدث ذاته إلى كونها "تتنوع بين مشاريع الإسكان ووحدات فندقية، بالإضافة إلى مدارس خاصة كلفتها الإجمالية في الإنجاز أزيد من مليار درهم تمكنا فيها من ترخيص السلطة العمومية عن طريق الوالي الأسبق الحضرمي؛ غير أن الرئيس الحالي والسابق رفضا التأشير على إنجازها"، حسب قول المتحدث. وناشد المجيدري عاهل البلاد الملك محمدا السادس قصد إنقاذ بوابة الصحراء والتي تعيش وضعا استثنائية على معظم المجالات، حيث "تعاني جهة كلميم وادنون من عرقلة سياسية تنعكس سلبا على الميدان الاقتصادي، إذ تضيع فرص الشغل على شباب المنطقة بسبب تطاحنات سياسوية"، على حد تعبيره.