في تقليدٍ سنوي شهد حضورَ أزيد من 120 مشاركاً من ممثلي مغاربة العالم، نظمت الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، اليوم الأحد بقصر المؤتمرات بمدينة الصخيرات، لقاء تواصلياً بمناسبة الاحتفال بالذكرى التاسعة عشرة لتربع الملك محمد السادس على العرش. ويأتي هذا اللقاء بعدما تم توجيه الدعوة إلى عدد من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج للاحتفال بهذه الذكرى، بتنسيق مع البعثات الدبلوماسية للمملكة والمراكز القنصلية، حيث توافد على المملكة أزيدُ من 120 من مغاربة العالم، يمثلون 68 دولة. وقد دأبت الوزارة، سنويا، على تمكين عدد منهم من المشاركة الفعلية في هذه المناسبة. عبد الكريم بنعتيق، الوزير المنتدب لدى وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، قال إن الوزارة التي يرأسها "عملت على تنفيذ مجموعة من البرامج المتنوعة والمتكاملة، الهادفة إلى تقوية وتعزيز روابط مغاربة العالم بوطنهم الأصلي، تدخل في إطار استراتيجيتها الموجهة لفائدة المغاربة المقيمين بالخارج، والتي تنبني على المحافظة على الهوية المغربية لمغاربة العالم". وخاطب المسؤول الحكومي، في كلمة له، مغاربة العالم قائلاً: "أنتم مِلكٌ لهذا الوطن ككل وبدون استثناء، لأنكم تمثلون الآن 5 ملايين من المغاربة، وهذا جزء مهم من رأسمال كبير"، مضيفا أن "التفكير في مغاربة الخارج لا يجب أن يكون مُناسَبَتِيّاً، بل يجب أن ينطلق من أدوارهم الوطنية والدولية لأنهم يمثلون نموذجا للعطاء وللتعايش مع الآخر ونموذجا لاحترام معتقدات الآخرين". وأشار الوزير، في كلمته الافتتاحية، إلى أن "أفراد الجالية المغربية المقيمين بالخارج متميزون بالسلوك الإيجابي، وبالاندماج السلس في مجتمعات بلدان الاستقبال"، قبل أن ينتقل إلى الحديث عن السياسة الجديدة التي ينهجها المغرب في مجال الهجرة واللجوء، والتي مكنت من تسوية الوضعية القانونية لأزيد من خمسين ألف مهاجرة ومهاجر، نالوا جملة من الحقوق المكفولة للمواطنين المغاربة؛ كحق الاستفادة من السكن الاجتماعي، والرعاية الصحية، والحق في التعليم. وتوقف بنعتيق في حديثه عند النموذج المغربي في معالجة قضايا الهجرة واللجوء، إذ قال إن "هذا النموذج ينهل من مقاربات إنسانية حقيقية، بعيدا عن الاستعمالات السياسوية، حيث أصبح الدين في بعض الدول الأوروبية مربحا انتخابيا"، داعياً الجالية المغربية إلى "التصدي لهذه الممارسات من خلال التحصين الديني؛ لأن المغرب من بين الدول التي دائما ما كانت تدعو إلى الحفاظ على هذا التوازن المجتمعي". ولفت الوزير الانتباه إلى أن "هناك 258 مليون مهاجر يعيشون خارج أوطانهم، نصفهم نساء، يشكلون 3.4 في المائة من ساكنة العالم فقط، لكنهم يساهمون ب9.5 في المائة من الناتج الداخلي الخام العالمي"، قبل أن يؤكد أن "85 في المائة من مداخيل المهاجرين تبقى في بلدان الاستقبال". يذكر أنه في إطار استراتيجيتها الموجهة لفائدة المغاربة المقيمين بالخارج، والتي تنبني على ثلاثة محاور رئيسية، هي: المحافظة على الهوية المغربية لمغاربة العالم، وحماية حقوقهم ومصالحهم، وتعزيز مساهمتهم في تنمية بلدهم، بادرت الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة إلى تنفيذ مجموعة من البرامج المتنوعة والمتكاملة، الهادفة إلى تعزيز وتقوية روابط مغاربة العالم بوطنهم الأصلي. وفي هذا الصدد، دعا بنعتيق إلى "ضرورة تعزيز الإسلام الوسطي في دول المهجر". وانتقد الصورة التي يروجها الغرب عن المسلمين والمهاجرين والآخرين، مضيفا أن أوراق الدين والمهاجر والآخر لا يجب توظيفها في سياق الصراع السياسي. واستطرد بنعتيق قائلا إن العالم لن يعيش في صراع ونزاع إذا ما قبل بالقيم الكونية، واحترام الآخرين، وسيادة التعايش، مشيرا إلى أن عهد الحدود التقليدية انتهى، بعد الاتفاق على الدخول في النظام المعولم، قبل أن يختم كلمته قائلا إن "العالم مطالب اليوم بإنهاء المقاربة الأمنية في معالجة قضايا الهجرة، والاقتداء بالمغرب، الذي عالج الظاهرة بمقاربة إنسانية وتكاملية، رغم كونه دولة غير بترولية".