اعتبر عبد الكريم بن عتيق، الوزير المنتدب المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، الجالية المغربية "نموذجية" بصفة عامة، سواء على مستوى السلوك، أو على مستوى التعايش، أو على مستوى احترام معتقدات الآخرين، موضحا أن المسؤولين الغربيين يعترفون بذلك. جاء ذلك خلال لقاء جمع الوزارة مع مجموعة من مغاربة الخارج، بمناسبة الاحتفال بالذكرى التاسعة عشر لتربع الملك محمد السادس على العرش، يوم الأحد 29 يوليوز 2018، بقصر المؤتمرات بمدينة الصخيرات. وأرجع المسؤول الحكومي نموذجية الجالية المغربية إلى تبني المرجعية الإسلامية المبنية على الوسطية والاعتدال، مطالبا بضرورة تعزيز الإسلام الوسطي في دول المهجر، منتقدا الصورة التي يروجها الغرب عن المسلمين والمهاجرين والآخرين، موضحا أن أوراق الدين والمهاجر والآخر لا يجب توظيفها في سياق الصراع السياسي. وخاطب المسؤول الحكومي مغاربة العالم بالقول "أنتم رأسمال وطني سواء في المغرب أو في دول الاستقبال"، موضحا أن مغاربة الخارج البالغ عددهم خمسة ملايين مغربي يحضون بالاهتمام والتقدير، مشددا على أن التفكير في مغاربة الخارج ليس أمرا مناسباتية. وأكد بنعتيق أن الجالية المغربية كانت على الدوام في مقدمة المدافعين عن قضية الصحراء، موضحا أن الوحدة الوطنية عنصر استراتيجي، قائلا "المغرب قوي بجنوبه وقوي بشماله وقوي بوسطه". وأشار الوزير إلى أن هناك 30 مليون مهاجر إفريقي، منهم 16 مليون مهاجر إفريقي داخل القارة الإفريقية، موضحا أن ذلك يعني وجود فرص داخل القارة تحتاج إلى تظبير جماعي إفريقي من أجل النهوض والتقدم عبرها. وأوضح الوزير أن التعاون جنوب_جنوب جواب على التحديات المطروحة، وأن من شأن التعاون الإفريقي النهوض بالقارة، موضحا أن المغرب سيعرف محطات كبيرة في مسار تجسيده لاستراتيحية الهجرة منها محطة أول ميثاق عالمي من أجل هجرة منتظمة وآمنة تنظمه الأممالمتحدة بمراكش. ووصف بنعتيق المغرب بالرائد في مجال الهجرة، مؤكدا أن المغرب قام بالتسوية القانونية لأزيد من 50 ألف مهاجر، مشيرا إلى أن ذلك ساعد المهاجرين على الاستفادة من حقوقهم الأساسية من خدمات الصحة والتعليم والتكوين المهني وغيرها. ورأى بنعتيق أن العالم لن يعيش في صراع ونزاع إذا ما قبل بالقيم الكونية واحترام الآخرين، وسيادة التعايش، مشيرا إلى أن عهد الحدود التقليدية قد انتهى، بعد الاتفاق على الدخول في النظام المعولم. ونبه بنعتيق إلى أن النظام العالمي إذا لم يعمل على دمج الانسان في صلب اهتمامه سيؤدي ذلك إلى التردي أمام مافيات عالمية. ويذكر أن اللقاء حضره 124 ممثلا لمغاربة العالم من عدد من بلدان الاستقبال من مختلف القارات، إلى جانب ممثلي جهات وعمالات وأقاليم المغرب.