جدل عارمٌ رافق مُستقبل الناخب الوطني هيرفي رونار مع "أسود الأطلس" بعد الإقصاء المُبّكر من منافسات "مونديال روسيا 2018"، وهو جدلٌ أثارته خرجات "الثعلب الفرنسي" المُتتالية التي لمّح فيها إلى مُغادرة معسكر الفريق الوطني بحثاً عن تجربة جديدة بعيداً عن الأجواء الإفريقية، قبل أن يقطع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، الشك باليقين، ويؤكد "استمرار المدرب الفرنسي على رأس الإدارة التقنية للفريق الوطني حتى نهائيات كأس إفريقيا 2019". وبالرغم من الأداء القوي الذي أبان عنه الفريق الوطني، الذي تنْتظرُه إقصائيات كأس إفريقيا "الكاميرون 2019"، فإن وسائل إعلام دولية تابعتْ باهتمامٍ بالغ الغموض الذي لفَّ مستقبل رونار مع الأسود، خاصة وأن "الثعلب" لم يُخفِ رغبته في تغيير الأجواء وراجت "أخبار" عن إمكانية أن يحُطُّ الرحّال بالجزائر. وزادَ رفضُ رونار منح أي معلومة واضحة بخصوص مُستقبله، سواء بالبقاء مع المغرب أو تغيير الأجواء نحو الجزائر، من فضولِ المغاربة، قبل أن يخْرج بتدوينة على حسابه في "تويتر" يؤكد من خلالها استمراره على رأس الإدارة الفنية للفريق الوطني المغربي. وكانت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ارتبطت بالفرنسي رونار خلفا للإطار الوطني بادو الزاكي سنة 2016، براتب شهري حدد في 600 ألف درهم شهريا (60 مليون سنتيم) في الفترة الأولى من عمله، على أن يرتفع الأجر إلى 800 ألف درهم (80 مليون سنتيم) في حال نجاحه في التأهل إلى نهائيات كأس العالم "روسيا 2018". من هنا طرحت هسبريس على قرائها السؤال التالي: هل تؤيد (ين) بقاء الفرنسي رونار مدربا للمنتخب المغربي؟ وأيّدت الغالبيَّة الساحقة من المُصوتين، من قراء ومتتبعي هسبريس، استمرار هيرفي رونار في قيادة المنتخب خلال المرحلة المقبلة، التي ستعرفُ مشاركة "الأسود" في نهائيات كأس إفريقيا 2019، وهي المناسبة القارية التي يراهنُ عليها كل المغاربة من أجل تأكيد صَحْوَة الكرة المغربية للذهاب بعيداً في المسابقة الكروية. وكشفت نتائج الاستطلاع، الذي شاركَ فيه 26 ألفا و252 شخصا، أن معظم المستجوبين لا يرون مانعاً في استمرار رونار مع "أسود الأطلس"، ما دام استطاع أن يحدث رجة داخل الوسط الكروي المُثخنِ بالانكسارات والهزائم. وبحسب نتائج الاستطلاع، يرى أزيد من 19 ألفا و715 مشاركاً، بنسبة 75.1% من إجمالي المصوتين، أن رونار يمثل الرجل المناسب في قيادة المنتخب حالياً ولا يوجد أي مبرر لفسخ العقد الذي يجمعه بالجامعة، بينما يرى مشاركون آخرون أن مكان رونار يوجد خارج معسكر "الأسود" بعدد نقرات بلغ 6537، بنسبة 24.9%. وفي هذا السياق، سجّل عزيز بلبودالي، رئيس الهيئة المغربية للمؤلفين الرياضيين، أن "المغاربة ممتنون للمدرب الفرنسي الذي يقود حالياً المنتخب الوطني لأنه استطاع أن يعيدَ الانضباط إلى معسكر الأسود، بعدما كان يعيشُ في فوضى عارمة، وتمكن في ظرفٍ وجيزٍ أن يُعيد تلك الروح المفقودة التي لم نعهدها في لاعبي المنتخب مع مدربين سابقين". وقال بلبودالي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن "المغرب مقبلٌ على رهانٍ جديدٍ يتعلق بنهائيات كأس إفريقيا 2019 وعليهِ أن يدخل بهذه الروح نفسها وهذا التوهج الذي عشناه خلال مباريات المونديال حتى يذهب بعيداً في المسابقة القارية"، مضيفا أن "المدرب الفرنسي له نفسٌ إفريقي ويعرفُ جيدا المنتخبات الإفريقية وسيعتمدُ على خبراته التي راكمها من أجل تحقيق نتيجة إيجابية".