لا تفصل الجمهور المغربي سوى ثلاثة أيام عن الاطلاع على أول أوبريت مهداة إلى الملك محمد السادس والشعب المغربي بمناسبة عيد العرش التاسع عشر، التي أشرف عليها الأمير مولاي إسماعيل، وأنتجها وكتب كلماتها سفير الأغنية المغربية مصعب العنزي. الأوبريت الضخمة شارك فيها كل من الفنانة الإماراتية أحلام، والفنان السعودي رابح صقر، والفنانة الأردنية ديانا كرزون، والفنان البحريني أحمد الجميري، والفنان القطري فهد الكبيسي، والنجم الكويتي نبيل شعيل. فكرة العمل، بحسب القائمين عليه، حددت على أساس اختيار فنانين من دول عربية لها علاقات عميقة مع المملكة وتجمعهما شراكات في عدد من المجالات؛ "أهمها المحبة المتبادلة بين شعوب البلدان المشاركة في العمل للشعب المغربي الكريم وقيادته الحكيمة"، بتعبير كاتب الكلمات مصعب االعنزي. ومن الواقفين وراء العمل، الملحن رضوان الديري والموزع المايسترو التونسي عصام الشرايطي، والمخرج فيصل الحليمي، الذين عملوا من أجل إخراج العمل "في حلة تليق بمقام الملك محمد السادس والشعب المغربي"، وفق تعبير من أشرفوا على الأوبريت. بتهوفن العرب سهر الموسيقي التونسي عصام الشرايطي، الملقب ب"بتهوفن العرب"، على التوزيع الموسيقي للعمل الضخم، حيث أدخل الموسيقات العالمية وبرع في خلق شكل جديد في الموسيقى العربية، وتميز مساره بالتعاون مع أسماء كبيرة ولامعة في عالم الفن. عرف عنه تقديمه لنمط موسيقي جديد ومتفرد في الشرق الأوسط، حيث حول الموسيقى الكلاسيكية والعربية إلى إيقاعات وموسيقى تميزه عن غيره، كما انفرد أسلوبه الموسيقي بالعصرنة، فضلا عن إلمامه بمختلف أنماط الموسيقى العالمية. حصل الشرايطي على جوائز عربية في التأليف الموسيقي والتوزيع، وقاد عددا من أهم الفرق السمفونية العالمية، حيث شارك في عدد من المهرجانات الدولية رفقة نجوم وفنانين كبار. وقد راسل المايسترو التونسي الملك محمد السادس خطيا قائلا: "إلى سيدي صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، باسم محبة شعب تونس ومحبتي الخاصة لجلالتكم، أقدم بين يديكم عملي الموسيقي النابع من القلب ومن محبتي العميقة لكم صاحب الجلالة نصركم الله وحفظكم لنا رمزا للعروبة". الموهوب الشاب ألحان الأوبريت أوكلت لابن مدينة مكناس الشاب رضوان الديري، الذي بدأ مشواره في عالم التلحين قبل خمس سنوات، حيث حصل على ديبلوم مهندس دولة تخصص الأنظمة الإلكترونية سنة 2006، من المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بطنجة، إلا أن حبه للموسيقى دفعه إلى الالتحاق بعالم الفن محاولا إثبات قدرته، فاستطاع بفضل موهبته إثارة الانتباه إليه محاولا رسم مسار فني يصبو إلى العالمية. الملحن المغربي الذي لحن لعدد من الفنانين المغاربة والعرب فاز سنة 2011 بجائزة أحسن أغنية شابة بالمهرجان الوطني للأغنية المغربية، وشارك في تلحين الأوبريت الضخم "شمس الحضارات". وقد وجه الديري رسالة خطية إلى الملك محمد السادس قال فيها: "نعم سيدي أعزكم الله، مولانا أمير المؤمنين وحامي حمى الوطن والدين، حفظكم الله لنا وللأمة العربية، الله يبارك في عمر سيدي". المخرج الطنجاوي إخراج الأوبريت الضخمة أسند للشاب المغربي فيصل الحليمي، الذي حصل على باكالوريا علوم تجريبية ودبلوم السنة الثانية من جامعة عبد المالك السعدي بطنجة شعبة الاقتصاد، ونال دبلوما احترافيا في مجال التواصل السمعي البصري، وعمل مديرا للتواصل السمعي البصري لشركة متخصصة في إعداد السهرات لفنانين عالميين، مما دفعه إلى السعي بطموح لإخراج عدد من الكليبات المصورة لفنانين عرب، وأخرج عددا من الأفلام السينمائية القصيرة التي حازت جوائز عالمية. وقد وجه الملحن المغربي رسالة إلى الملك محمد السادس، على غرار باقي المشاركين في أوبريت "شمس الحضارات" التي أخرجها، قال فيها: "نعم سيدي أعزكم الله، حفظكم الله لنا وللأمة العربية، الله يبارك في عمر سيدي".