بأحد الأحياء السكنية الواقعة وسط تمارة، تجد سوقا شعبيا (جوطية السيكال) الشهيرة.. يأتي إليها كل سكان المدينة لاقتناء أجود الخضر والفواكه والأسماك الطرية بأنواعها المختلفة، ناهيك عن المعروضات التي تغزو هذا الممر الضيق وتخلق فيه رواجا استثنائيا على مدار اليوم. أنشطة تجارية مختلفة، واحتلال للملك العام دون وجه حق؛ وهو ما جعل سكان هذه الأزقة يشتكون من هذه الفوضى العارمة التي تضيق عليهم الخناق وتحرمهم الراحة مع عائلاتهم حتى في وهم في عقر ديارهم. هسبريس زارت "جوطية السيكال"، وكانت لأصحاب الشأن آراء متباينة عن الإزعاج الذي تسببه لهم هذه الجوطية الشهيرة منذ سنوات بالمدينة. عباس، صاحب منزل ب"جوطية السيكال"، يقول: "نحن متضررون من هؤلاء الباعة المتجولين، يمنعوننا من ركن سياراتنا أو حتى الدخول بها على مقربة من البيت، فنضطر إلى ركنها في الشارع الخلفي. كما أن رائحة الخضر المتعفنة والأزبال التي يخلفونها بعد رحيلهم تسبب الكثير من الضرر للسكان. نحن مستاؤون من هذا الوضع جدا، هذا لا يعني أننا ضد الباعة؛ بل نتمنى أن يجدوا مكانا مناسبا ينظمون فيه تجارتهم". وتؤكد خديجة ما رواه جارها مسترسلة: "لا نعرف طعم الراحة مع هذا الصخب الذي يعيشه الحي.. قدمنا شكايات إلى كل الجهات المسؤولة ولا حياة لمن تنادي.. قلة أدب الباعة مع كل الساكنة وما قد يقترفوه ضدا انتقاما يجعلنا نلزم الصمت ولا نقدر على طردهم من هنا؛ فبناتنا ونساؤنا معرضات للخطر". في المقابل، يقول رشيد، أحد بائعي الخضر في المنطقة: "نعيل أسرنا بالرزق الحلال لا نسرق ولا نتاجر في الممنوع، نبيع الخضر والفواكه في هذا المكان، لا نجد بديلا عنه، نستحيي من الإزعاج والضرر الذي نسببه للساكنة حقيقة؛ لكن مرغمون على ذلك.. طالبنا مرارا المسؤولين بإيجاد سوق نموذجي نعرض فيه سلعنا بنظام ونظافة؛ لكن دون جدوى". ويستغرب زميله أحمد تناقض سكان هذا الحي، ويوضح أن من يسعى منهم إلى إخلاء المكان من الباعة هو أول المستفيدين من خدماتهم، دون الحديث عمن يستغل حاجة هؤلاء الباعة ويسمح لهم باستغلال الموضع المخصص له مقابل أجر يومي يستلمه مع حلول المساء. أحد الزبناء الأوفياء لهذا السوق يشهد لباعته بحسن أخلاقهم وتعاملهم البشوش مع كل الزبناء، مشيرا إلى أنه يأتي إليها من بعيد لاقتناء أجود الخضر والفواكه. أجمع الساكنة والباعة على أن الحل الأنسب لهذا المشكل الذي بات يؤرق الساكنة هو توفير سوق محلي منظم يجتمع في كل أصحاب "الجوطيات"، تفاديا لمختلف مظاهر الفوضى التي تعرفها جل أحياء مدينة تمارة. *صحافية متدربة