التعليم في المغرب ورش كبير، له منعرجات وكبوات، وله أيضا نجاحات وحسنات . لمن نتائجه على المدى أكثر من خمسين سنة كانت أشبه بثمرة غير ناضجة ، شابته مجموعة من الاختلالات كما للامانة حقق مجموعة من النجاحات طيلة مسيرة انطلاقه. وفي هذا السياق تأتي الرسالة الملكية الموجهة إلى المشاركين في " اليوم الوطني حول التعليم الأولي" المنعقد يوم الاربعاء بمدينة الصخيرات ، وفي الوقت تعرف فيه منظومة التعليم اختلالات بنيوية أشار إليها تقرير المجلس الأعلى للتعليم الذي يقوده السيد عمر عزيمان، من قبيل تعميم التعليم والموازنة بين القرى والمدن وتوفير التعليم لكل أطفال المغاربة تجاوز الهدر المدرسي الذي يطال فئات عريضة من أطفال المملكة! كما يطرح سؤال الجودة والثمار النرجوة منه كأساس لأي تقدم مجتمعي ولأي تنمية مجتمعية مرجوة . من هذا المنطلق اعتبرت الرسالة الملكية أن إلزامية التعليم خاصة الأولي كفيلة بتكامل الهندسة التربوية وتكاملها ، وانسجامها مع مع أي مشروع للإصلاح . وهكذا ينضاف ورش جديد أمام الوزارة الوصية على التربية والتعليم ببلادنا كما يجب عليها بمؤسساتها ومقتضيات القوانين المنظمة والإكراهات التي تنتظرها ، يجب تفعيله وفق نتائج التقييمات والاحصائيات التي أبداها المجلس الأعلى للتعليم الذي يقوده السيد إدريس جطو، وكذا تقارير المجلس الأعلى للحسابات ، وكذا الأكاديميات وتدخلات أطراف المجتمع المدني . اعتبرت الرسالة الملكية في مستهلها أن أهمية التعليم الأولي وإلزاميته كفيلان بتمكين الأطفال المغاربة من مهارات وملكات نفسية ومعرفية . فهل هذا توجه جديد نحو التخلي عن نظرية الكفايات التي تبنتها الدولة لإنقاذ التعليم من والتي كلفت خزينة الدولة أموالا باهضة ؟ وهل هوتبَنًّ لنظرية الملَكات التي نادى بها باحثون جادون من أمثال الدكتور محمد الدريج ، والدكتو جميل الحمداوي..؟! وكما اشارت الرسالة فإن الدولة المغربية تتبنى الرؤية الحديثة التي تنسجم تماما مع الإصلاح الشامل الذي تنهجه بلادنا . تأمل الدولة إذن أن يكون التعليم ورشا مفتوحا للإصلاح باعتماد "نموذج متجدد وخلاق" بناء على تجارب أخرى ناجحة . وهذا يعيدنا إلى مربع البحث عن أساسات النجاح التي خولت أنظمة تعليمية التفوق في هذا والأخذ عنها ما ينفع وفق السياسات التي تلائم البيئة التربوية ببلادنا، وتوازي البنيات المجتمعية التي يجب أن نشتغل عليها . إذن تعليمنا الآن أضحى ورشة كبرى يجب على كل الفاعلين في مجتمعنا إلى الانخراط فيها، ويجب أن يُمكن الجميع كذلك من الإسهام في ذلك كل حسب موقعه، وكي لا نبخس الناس منازلهم يجب الاستماع لكل الأطراف بما فيها الأستاذ والمربي وإنزاله المكانة يجد فيها عونا على أداء رسالته التي انيطت به . وبذلك يتجدد الأمل في إصلاح التعليم في المغرب ، والنهوض به نحو الرقي والتنمية والنجاح