رصد فاعلون في قطاع الصحة تسجيل عجز كبير في نسبة استفادة المغاربة من خدمات التغطية الصحية وفق المعايير الدولية المتعارف عليها، حيث أكدوا أن 30 في المائة فقط من المواطنين يتوفرون على تغطية صحية حقيقية تؤهلهم للاستفادة من خدمات المصحات الخاصة. واعتبر رشدي طاليب، المسؤول عن قطب الصحة بمجموعة "أكديتال هولدينغ" القابضة، أن 90 في المائة من المغاربة المتوفرين على التغطية الصحية يلجون المصحات الخاصة قصد الاستفادة من خدمات الاستشفاء، بينما لا يتجاوز عدد الذين يلجون المستشفيات العمومية 10 في المائة فقط. وأشار طاليب إلى أن مهنيي قطاع الصحة والحكومة بصدد وضع اللمسات الأخيرة من أجل توفير الخدمات الصحية بالمصحات الخاصة، لفائدة المستفيدين من نظام المساعدة الطبية خلال الشهور المقبلة، خاصة فيما يتعلق بالأمراض المزمنة. وقال المسؤول عن قطب الصحة بمجموعة "أكديتال هولدينغ" القابضة إن عدد المصحات التابعة للقطاع الخاص لا يتجاوز عددها 271 مصحة، متوقعا أن يشهد هذا العدد تزايدا كبيرا في السنوات المقبلة. وأكد طاليب، خلال ندوة صحافية نظمت أمس بالدار البيضاء، أن الأرقام الرسمية المتعلقة بقطاع الصحة في المغرب تؤكد أن عدد أسرّة الاستشفاء يقدّر ب32 ألفا و600 سرير، ضمنها حوالي 23 ألف سرير بالقطاع العام، بمعدل 0.9 سرير لكل ألف نسمة، في الوقت الذي تؤكد فيه منظمة الصحة العالمية على أن المعدل بأوروبا محدد في 63 سريرا لكل 10 آلاف نسمة، مقابل 10 أسرّة لكل 10 آلاف نسمة بإفريقيا. وحذّر المتحدث نفسه من المؤشرات التي تؤكد أن هناك احتمالا لتراجع عدد أسرّة الاستشفاء العملية بالنظر إلى مجموعة من العوامل، في ظل التنامي المتواصل في الاحتياجات الصحية الذي يكون له تأثيره على الجانب المتعلق بالإنفاق في المجال الصحي، المتمثل في التطور الديموغرافي وارتفاع أمد الحياة، وبروز انتظارات صحية جديدة للمواطنين في مجال الصحة واللياقة، بالإضافة إلى تطبيق التغطية الصحية الإجبارية ونظام المساعدة الطبية "راميد".