شدّد سفير جمهورية مصر العربية المُعتمد لدى المملكة المغربية، أشرف ابراهيم، على متانة العلاقات المغربية المصرية، مبرزاً أن "العلاقات بين البلدين تشهدُ تنسيقاً على جميع المُستويات في كافة المِلفات ذات الاهتمام المشترك، سواء في ما يتعلق بالعلاقات الثنائية أو القضايا العربية وعمل الاتحاد الإفريقي وأجهزته؛ ومنها مجلس السلم والأمن الإفريقي وعمليات حفظ السلام وبؤر التوتر، وتنمية القارة، ومحاربة الإرهاب، وتغير المناخ". وفي كلمة ألقاها خلال حفل أقامه بمناسبة العيد الوطني لجمهورية مصر، أورد السفير المصري أنّ "المغرب ومصر بلدان عربيان إفريقيان لهما دورهما على المُستويين العربي والإفريقي"، مضيفاً: "هناك العديد من الأزمات والقضايا التّي يواجهها عالمنا العربي، تستلزم التعاون والتنسيق لتحقيق الاستقرار في وطننا العربي". أمَّا على المُستوى الإفريقي، فإن "المغرب ومصر يلعبان دورًا هاماً في تحقيق التنمية والاستقرار وتحقيق السلم والأمن في القارة السمراء، وهو ما يستلزم تعاونهما لتحقيق هذا الهدف بالتعاون مع الدول الكبرى في القارة"، مشيراً في حديثه إلى دعم مصر عودة المغرب إلى مكانه الطبيعي في الاتحاد الإفريقي، مُعتبراً أنّ عضوية المغرب في مجلس السّلم والأمن الإفريقي ساهمت في حل مشاكل القارة. وتابع المسؤول الديبلوماسي المَصري، الذي تمّ تعيينه في أكتوبر الماضي سفيراً معتمداً لدى الرباط، قائلا: "منذ تسلمي العمل بالمغرب، أُوليت اهتماماً بتفعيل التعاون الثقافي والشعبي بين البلدين من خلال مستويين إثنين: الأول دعم الثقافة المغربية لكي تصل إلى مصر، ودعم الثقافة المصرية للمحافظة على مكانتها في المملكة"، مضيفا: "سنواصل جهودنا لإبراز عمق مصر والمغرب الحضاري وثرائهما الثقافي والانساني، بالتعاون مع المؤسسات المعنية بالبلدين، والعمل سويًا من أجل توظيف الثقافة في خدمة التنمية والسلام في المنطقة والعالم". وفي الجانب الاقتصادي، قال السفير أشرف ابراهيم إن البلدين "يعملان على تعميق مسار التكامل بينهما الذي يعد الخيار الأفضل لتطوير علاقتهما الاقتصادية، من خلال بناء نوع جديد من الشراكة يستند إلى تطور القطاع الخاص فيهما، ودعم الشراكة بين رجال الأعمال في البلدين، وتشكيل مجموعات عمل في إطار اللجنة العليا المشتركة". واعتبر أشرف ابراهيم أنّ "ما يجمع مصر والمغرب من روابط راسخة وتاريخ مشترك ومصالح وموارد متعاظمة، تؤهل البلدين لشراكة استراتيجية كاملة، يعمل عليها البلدان بجد وإخلاص"، مبرزاً أنّ "هناك الكثير من الملفات التي تنتظر لقاء قائدي البلدين لحسمها، وستمثل نقلة نوعية في العلاقات الثنائية بمختلف أبعادها". وتابع المسؤول الديبلوماسي قائلا: "نعبر في هذا الإطار عن تطلعنا لاستئناف اجتماعات اللجنة العليا المصرية المغربية المشتركة، وهي الوحيدة التي تعقد على مستوى القمة، وكذلك الانتظام في عقد آلية التنسيق السياسي والاستراتيجي بين البلدين، لتحقيق تلك الشراكة التي يتطلع إليها بلدانا وشعبانا الشقيقان". من جهة ثانية، أورد السفير المصري أنّ "جمهورية مصر تنطلق بإصرار وثبات نحو تحقيق مستقبل أفضل للمصريين وبناء مصر الجديدة، بعد أن تمكنت من استعادة وجهها الحضاري ودورها الريادي في نشر الوسطية والاعتدال والسلام، وتطبيق برنامج شامل وطموح للإصلاح الاقتصادي بهدف علاج الاختلالات التي كانت تعوق عملية التنمية، وتحقيق نجاحات كبيرة للقضاء على الإرهاب الذي تواجهه المنطقة بأسرها"، مؤكداً أنّ بلده اختار الطريق الصعب من خلال تطبيق برنامج للإصلاح الاقتصادي لتقويم الاختلالات التي كانت تعوق عملية التنمية الاقتصادية .