أكد التهامي الخياري الكاتب الوطني لجبهة القوى الديمقراطية، أن حزبه يطمح لأن يشارك في الحكومة المقبلة، رفقة أحزاب اليسار، معتبرا أن الجبهة لها من الإمكانيات ما يجعلها تحقق نتائج جيدة في انتخابات 25 نونبر القادم. وعن الاتهامات الموجهة له من طرف ما يسمى بالحركة التصحيحية داخل الحزب، أكد الخياري في حواره مع "هسبريس" أنه لا وجود لأي حركة تصحيحية داخل حزب جبهة القوى الديمقراطية، هناك فقط بعض الأشخاص الذين خرجوا عن القانون التنظيمي وأخلاقيات الحزب وتم طردهم. لنبدأ بتحالف الأحزاب الثمانية (G8) ما تعليقك على هذا التحالف؟ أعتقد أن هناك أشياء في الساحة السياسية المغربية لا أحد يمكن أن يفهمها، غير أنني يمكن أن أؤكد لك أن هذا التحالف لا أثر له في الساحة السياسية، ولن يكون له أثر في المستقبل. لكن بعض هذه الأحزاب المشكلة لهذا التحالف كانت تنسق معكم رفقة الاتحاد الاشتراكية والتقدم والاشتراكية في ما سمي "أحزاب اليسار الخمسة"؟ يمكن أن اصف الأمر ب"كافكا" (في إشارة إلى روايات الكاتب التشيكي فرانز كافكا). تقربتم مؤخرا من حزب التقدم والاشتراكية والاتحاد الاشتراكي إلى الحد الذي تفكرون فيه في تقديم ترشيحات مشتركة؟ نحن ثلاثة أحزاب اليسار الأساسية الموجودة في البلاد، وشيء جد ايجابي أن نصل إلى مرحلة التفكير في تقديم ترشيحات مشتركة، وأن نعمل في التنسيق بيننا، وهذه إشارة قوية بالنسبة للمواطنين والموطنات على أن الأحزاب السياسية بالمغرب "ماشي كبحال بحال"، كما أنه تأكيد على أنه يوجد يسار ويوجد يمين. أما بخصوص الترشيحات المشتركة فنحن نفكر فعلا في الأمر غير أن هذه الترشيحات ستكون رمزية وتخص على الأقل ثلاثة دوائر. ما هو رهان حزب جبهة القوى الديمقراطية في الانتخابات القادمة؟ نحن متأكدون أن الجبهة ستظهر في الانتخابات المقبلة بقوة، وسيتضح للكل أن الجبهة من الأحزاب التي لها حضور في المشهد السياسي المغربي ولها قاعدة جماهيرية مهمة، لكن دعني هنا أقول لك أن رهاننا يتجاوزنا، ويصل إلى أن تفرز الانتخابات القادمة نواة صلبة للأغلبية تكون مبنية على أحزاب اليسار لتحقيق انتظارات المغاربة، لهذا، نحن نعمل مع حزبي التقدم والاشتراكية والاتحاد الاشتراكي من أجل الوصول إلى ذلك، لأننا نؤمن أنه لا تغيير في البلاد بدون اليسار. هذا يحيلنا إلى أن جبهة القوى الديمقراطية تطمح للمشاركة في الحكومة المقبلة؟ طبعا، وإلا "منشاركوش" في العمل السياسي. لدينا برنامج طموح والطريقة المثلى لتطبيق هذا البرنامج هو أن نكون في الحكومة. ما هي الأحزاب التي تعتبرونها في الجبهة خطا أحمر لا يمكنكم التحالف معها؟ المهم عندنا حاليا هو أن تكون النواة الصلبة للأغلبية المقبلة التي يمكنها أن تقود البلاد من اليسار. غير أنه يمكن أن أؤكد لك في هذا السياق أننا في الجبهة لدينا توجهات عامة وهي الأولوية في أي تحالف، وهذه التوجهات تسير إلى أن الأولية ستكون لأحزاب اليسار، غير أنه بعد ظهور نتائج الانتخابات حينها يمكن أن نتحدث عن التحالفات بشكل أوسع. العديد من أحزاب اليسار ترفض بشكل قطعي التحالف مع "العدالة والتنمية"، انتم ما موقفكم؟ شخصيا، اعتقد أن المشكل غير مطروح بهذا الشكل، حينما أقول اليسار أعني برنامج تقدمي حداثي، ولمن أراد أن يتحالف معنا على هذا الأساس مرحبا به كيفما كان لونه. يعني يمكنكم أن تتحالفوا مع العدالة والتنمية أو مع غيره من الأحزاب، لكن حسب ما تطرحونه أنتم من برامج؟ طبعا، حسب توجهاتنا كما هو حال حكومة عبد الرحمان اليوسفي التي كان فيها تحالف واسع، لكن النواة الصلبة كانت هي نواة اليسار. هل ستغطون جميع الدوائر في انتخابات 25 نونبر؟ طبعا. وهل لديكم الإمكانيات لذلك؟ أكيد، وبشكل قطعي. وفي 2007 غطينا جميع الدوائر باستثناء دائريتين لأسباب تقنية. كما أن وضعية الجبهة في 2011 ليست هي وضعية الجبهة سنة 2007. البعض يتحدث عن ميثاق شرف يخص عدم ترشيح بعض الأسماء المتهمة بالفساد، والعديد من المنابر الإعلامية تحدثت عن وجود قائمة للمنوعين من الانتخابات لدى وزارة الداخلية، ما موقفكم أنتم من كل هذا؟ يمكن أن أقول لك وأؤكد أننا لسنا في جبهة القوى الديمقراطية معنيون بأي اسم من هذه الأسماء التي يتحدث البعض عنها، أو التي تعنيها هذه المعطيات. تتحدثون كثيرا عن الترحال السياسي، وسبق لكم أن انتقدتم هذه الظاهرة في العديد من المناسبات، لكننا اليوم نلاحظ أن جبهة القوى الديمقراطية ترشح أسماء جاءت من أحزاب أخرى لفشلها في الحصول على تزكيات من أحزابها، وليس لاقتناعها بمشروع حزب جبهة القوى الديمقراطية؟ نحن حاربنا في الجبهة الترحال السياسي، وقلنا أن البرلمانيين الذين انتخبوا من طرف المواطنين وحملوا ألوان أحزاب معين وغيروا هذه الأحزاب بعد صعودهم للبرلمان يعتبر ذلك خيانة للحزب وللناخبين الذين صوتوا عليهم، أما حرية التنقل خارج هذا السياق ف"الراجل ومراتو كيطلقو" فما بالك بالسياسي وعلاقته بالحزب. ما هي الضوابط التي على أساسها تمنحون في جبهة القوى الديمقراطية التزكية للراغبين في الترشح للانتخابات البرلمانية المقبلة؟ هناك ثلاث أشياء رئيسية، أولا توفر المرشح على مؤهلات معينة، وثانيا أن يكون المرشح "نقي" بمعنى ليست حوله أي شبهات، ثالثا القدرة على ربح المقعد البرلماني. انتم ستغطون جميع الدوائر، هل كل المرشحين في حزبكم لديهم الإمكانية لربح الانتخابات القادمة؟ نأمل في أن تكون لهم الإمكانية لذلك، وعلى كل حال فكل مرشحينا لهم الحد الأدنى من الشعبية لفعل ذلك. قيل الكثير عن طريقة تدبير وزارة الداخلية لمرحلة ما قبل الانتخابات، أنتم كيف ترون ذلك؟ إلى حد الآن، وبكل صراحة وصدق، مرتاحين للطريقة التي تدبر بها وزارة الداخلية الانتخابات القادمة. هناك اليوم أزيد من 60 مستشارا في الغرفة الثانية قدموا استقالاتهم للترشح في الانتخابات البرلمانية القادمة. ما تعليقك؟ شيء عادي وطبيعي. هناك دستور جديد حدد عدد المقاعد في الغرفة الثانية ومدة الانتداب، وجعل الحصول على مقعد في مجلس المستشارين أكثر صعوبة، وبالتالي فالعديد من المستشارين رغبوا في الاستقالة والترشح في الانتخابات البرلمانية، شخصيا أعتبر أن الأمر عاد، وعلى كل حال فالمواطن المغربي هو من سيقرر مصير هؤلاء في حالة ترشحهم لانتخابات 25 نونبر. لنعد لشؤون الحزب، ما هو تعليقك على ما يسمى بالحركة التصحيحية داخل الحزب؟ لا توجد أي حركة تصحيحية داخل حزب جبهة القوى الديمقراطية، هناك بعض الأشخاص الذين خرجوا عن القانون التنظيمي وأخلاقيات الحزب وتم طردهم، ولم تعد لهم أي علاقة بجبهة القوى الديمقراطية. هذا كل ما في الأمر "مصّاب كون كانت عندنا حركة تصحيحية بالمعني الحقيقي ديالها"، فالاختلاف حينها سيكون رحمة، أما هؤلاء الذين تم طردهم فليس لديهم لا مشروع سياسي ولا أفكار، لهذا اجتمعت اللجنة الوطنية للحزب وصوت 502 على 19 عضو بطردهم، فتم ذلك، كما يمكنني أن أخبرك أن العديد من المطرودين قدموا طلبات الرجوع للحزب، ونحن اليوم ننظر في طلباتهم. لكن هناك اتهامات بالفساد المالي موجهة لكم شخصيا السيد الخياري؟ كلام يمكن للكل أن يقوله، وأنا لا أرد على هذه الاتهامات باتهامات أخرى. إذا كانت هذه الاتهامات باطلة لماذا لم تقصدوا القضاء إذن؟ نحن فعلا قصدنا القضاء في هذا الباب من أجل متابعة هؤلاء المتابعة بالتزوير وأشياء أخرى. منذ سنة 2005 والدولة توقف دعمها المالي لحزبكم، فمن أين يتم تمويل حزب جبهة القوى الديمقراطية؟ من أموال الأرض التي يتحدثون عنها، ومن مساهمة العديد من مناضلي الحزب. ونحن من الأحزاب التي تعطي حسابها للمجلس الأعلى للحسابات، والسلطات تعرف ذلك جيدا.