يستقبل رئيس الحكومة الاسبانية الجديد بيدرو سانشيز، الاثنين المقبل، رئيس كاتالونيا كيم تورا في اول قمة من نوعها، بهدف العودة الى الحوار بعد محاولة كاتالونيا الاستقلال عن اسبانيا خريف 2017. ووعد سانشيز، الذي وصل الى السلطة في الاول من يونيو خصوصا بفضل اصوات النواب الكاتالونيين الاستقلاليين، حال توليه السلطة بتهدئة التوتر مع كاتالونيا التي كانت الخريف الماضي مسرحا لاكبر ازمة سياسية تشهدها اسبانيا منذ عودتها الى الديموقراطية. وتجسد هذا الوعد خلال الاسبوع بنقل ستة سياسيين كاتالونيين من سجنهم قرب مدريد الى سجون في كاتالونيا. والستة هؤلاء هم من بين تسعة سياسيين كاتالونيين سجنوا في مدريد لدورهم في محاولة انفصال كاتالونيا في 27 اكتوبر 2017. لكن لقاء صباح الاثنين قد يتحول الى حوار طرشان، بسبب تضارب المواقف بين الحكومة المركزية في مدريد، وحكومة كاتالونيا بشأن تقرير مصير هذه المنطقة الغنية في شمال شرق اسبانيا. وكان كيم تورا الذي تولى منصبه في منتصف ماي، اكد الخميس ان هدف الاجتماع هو "معرفة مشروع الاشتراكيين بشأن حق الكاتالونيين في تقرير المصير". رفض الاستفتاء وجاء الرد على السؤال حتى قبل الاجتماع. وقالت ايزابيل سيليا المتحدثة باسم الحكومة الاسبانية الجمعة "ان حق تقرير المصير ليس واردا في دستورنا". ورد مسؤول في حكومة كاتالونيا "الامر لا بد ان يتم التطرق اليه. ومقترحنا لتسويته هو تنظيم استفتاء لتقرير المصير. اذا كانت لديهم فكرة افضل عليهم ان يشرحوها لنا". واشارت وزيرة سياسة المناطق ميريكسيل باتيت في بداية حزيران/يونيو الى فكرة مراجعة الدستور للتوجه نحو هيكل فدرالي للدولة الاسبانية. لكن مع 84 نائبا من 350 لا يملك الاشتراكيون اي هامش مناورة. وقال استاذ العلوم السياسية في جامعة مدريد المستقلة فيرناندو فاليبين ان سانشيز "لن يدخل في امر معقد بالنسبة لحزب اقلي" مضيفا انه "لا توجد اغلبية في اسبانيا تتيح مراجعة الدستور. اليمين يمكنه ان يعطل". وكانت العلاقات بين مدريدوبرشلونة تدهورت بشكل خطير خريف 2017 اثر تنظيم حكومة كاتالونيا برئاسة كارليس بوتشيمون استفتاء تقرير مصير غير قانوني في الاول من اكتوبر تخلله عنف، وذلك قبل ان يعلن برلمان كاتالونيا بشكل احادي استقلال الاقليم في 27 اكتوبر 2017. وردا على هذه الخطوة اقالت حكومة المحافظ ماريانو راخوي، بدعم من سانشيز الذي كان في المعارضة، السلطة المحلية في كاتالونيا وحلت برلمانها ونظمت انتخابات محلية جديدة. وفاز في تلك الانتخابات في 21 دجنبر 2017 دعاة الاستقلال الذين سجن اهم قادتهم او غادروا البلاد كما هو حال بوتشيمون الذي ينتظر في المانيا قرار القضاء بشأن طلب اسبانيا ترحيله. لقاء جديد مع انهم يملكون الاغلبية في البرلمان الكاتالوني، فان انصار الاستقلال منقسمون بين دعاة الاعتدال بعد فشل التحرك الاحادي، وبين المتشددين على غرار بوتشيمون، الذين يرون في اي تنازل لمدريد خيانة. والدليل دعمهم الخميس لمذكرة للحزب الاشتراكي الكاتالوني لفتح حوار بين كافة احزاب المنطقة، ومذكرة ثانية لحزب يساري متشدد تؤكد مجددا العزم على جعل كاتالونيا جمهورية مستقلة. وفي مؤشر على استمرار التوتر، اعلنت حكومة سانشيز رغبتها في الغاء المذكرة الثانية امام المحكمة الدستورية. ويبدو بالتالي ان درب استئناف الحوار سيكون طويلا. واكد مسؤول كاتالوني كبير ان "الامر لن تتم تسويته في اجتماع او اثنين او ثلاثة (..) يتعين الاستمرار في الحوار". في الاثناء اقترح تورا على سانشيز اجتماعا ثانيا في شتنبر في برشلونة. *ا ف ب