صرحت منصة التواصل الإجتماعي فيسبوك على لسان ألن لو Allen Lo، نائب الرئيس والمستشار العام ورئيس قسم الملكية الفكرية في فيسبوك أن الشركة قد قدمت براءة اختراع لمنع التعدي من الشركات الأخرى، وأنها لن تضمن التقنية المشروحة ضمن براءة الاختراع ضمن أي منتج تابع لها، ويأتي هذا التصريح بعد ظهور براءة اختراع قدمتها شركة التواصل الإجتماعي من شأنها أن تسمح لها بتشغيل الميكروفونات للتجسس على المستخدمين بشكل صامت. وتوضح براءة الاختراع، المقدمة في شهر ديسمبر/كانون الأول 2016 ونشرت في 14 يونيو/حزيران، تقنية طورتها فيسبوك من أجل تفعيل ميكروفون جهاز المستخدم بهدوء للاستماع إليه أثناء مشاهدته للإعلانات، وذلك من خلال إشارات صوتية سرية غير مسموعة بالنسبة للأذن البشرية ضمن الإعلانات التفلزيونية، والتي تؤدي إلى قيام جهاز المستخدم الذكي بتسجيل الأصوات المحيطة أثناء ظهور الإعلان، ثم يتم إرسال الصوت إلى فيسبوك، حتى تتمكن من سماع رد فعلك على الإعلان. وتعمد الشركات عادًة إلى تقديم براءات الاختراع بشكل منتظم، حتى في ظل عدم وجود نية لدى الشركة في تنفيذ براءة الاختراع وتحويلها إلى منتج تجاري، وهو ما أكدته فيسبوك عبر تصريح ألن لو الذي قال: “تميل براءات الاختراع إلى التركيز على التكنولوجيا المستقبلية التي غالبًا ما تكون ذات طبيعة تنافسية ويمكن تسويقها من قبل شركات أخرى”، وظهرت براءة الاختراع هذه في الوقت الذي تحاول فيه منصة فيسبوك التملص من الضغوط العامة حول ما تفعله الخدمة وإثبات أنها لا تتبع مستخدميها. ويصر المستشار العام ورئيس قسم الملكية الفكرية في فيسبوك على أن تطوير براءة الاختراع هذه هو للتأكد من عدم تمكن فيسبوك أو منافسيها من الوصول إلى هذا النوع المحدد من بيانات مراقبة الإعلانات الدقيقة، وذلك على الرغم من تصريحات المنصة الواضحة خلال الشهر الماضي فيما يتعلق بمقدار البيانات التي لديهم حول مستخدميها، وكيف يمكن استخدام تلك البيانات من أجل توجيه المزيد من الإعلانات الفعالة. وتعتمد التقنية على استخدام الإشارات التلفزيونية غير المسموعة لتشغيل ميكروفون الهاتف وتسجل رد فعل المستخدم بشكل سري على محتوى الإعلان، وإرسال التسجيل إلى فيسبوك، حيث توفر فيسبوك الإشارات المخفية للشركات من أجل وضعها ضمن إعلاناتها التلفزيونية، وتقوم المنصة بعد ذلك بتحليل التسجيلات وإبلاغ الشركات فيما إذا كان مشاهدو التلفزيون يتفاعلون مع إعلاناتهم. وتعد مسألة تسجيل الأصوات المحيطة أثناء عرض الإعلانات بمثابة غزو هائل للخصوصية، إذ توضح تطبيقات براءة الاختراع أن فيسبوك تدرس ما إذا كان الناس يتابعون مشاهدة الإعلان أو يتخلون عنه للقيام بأشياء أخرى، أو ما إذا كان الأشخاص تحدثوا بالفعل عن الإعلان أو تجاهلوه، كما يمكن للمنصة من خلال هذا النظام الجديد فحص عدد الأشخاص الذين يشاهدون المحتوى عبر الإنترنت الذي تم تخطيه باستخدام أداة حظر الإعلانات. وكان مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي للشركة قد أصر خلال شهادة أمام أعضاء الكونغرس فيما يتعلق بفضيحة كامبريدج أناليتيكا في شهر أبريل/نيسان على أن فكرة استخدام فيسبوك سرًا للميكروفونات من أجل الاستماع إلى ما يقوله الناس واستخدام تلك الأحاديث من أجل عرض إعلانات تستهدف المستخدمين تندرج تحت بند “نظرية المؤامرة”، ويبدو أن براءة الاختراع الجديدة سوف تغذي من جديد نظرية المؤامرة وتركز من جديد على الطرق التقنية التي تمتلكها شركات التكنولوجيا لانتهاك خصوصية المستخدم.