أكد إدريس لكريني، رئيس منظمة العمل المغاربي، أن "فئة الشباب هي أساس كل تقدم، باعتبارها شريكا محوريا لكسب رهانات التنمية، ولترسيخ الممارسة الديمقراطية المبنية على التشاركية"، مضيفا أن "تعزيز مكانة الشباب داخل المجتمع هو استثمار في الحاضر والمستقبل". ونوه المتحدث نفسه، خلال الجلسة الافتتاحية لفعاليات الجامعة الصيفية المغاربية الثانية، حول في موضوع: "الشباب المغاربي والمشاركة السياسية"، التي نظمت اليوم السبت بمراكش من طرف منظمة العمل المغاربي، بشراكة مع مؤسسة هانس سايدل، وبمشاركة عدد من الباحثين والخبراء والفاعلين السياسيين والمدنيين، وبحضور عدد من الشباب من الدول المغاربية الخمس، (نوه) بالتوجهات الناضجة التي عبر عنها الشباب المغاربي باتجاه احتضان مغاربي مشترك لفعاليات كأس العالم مستقبلا، معتبرا ذلك مؤشرا يبرز إيمانه بأهمية وحيوية هذا البناء. وأورد لكريني أن "التعاطي البنّاء مع مطالب الشباب يبدأ من تطوير منظومة التعليم، وترسيخ الممارسة الديمقراطية، وإرساء مقاربات تنموية تستحضر الشباب في عمقها". وقاربت الجلسة العلمية الأولى مفهوم المواطنة والمشاركة السياسية للشباب، والأشكال الجديدة للمشاركة السياسية، وتمثلات هذه الفئة بالعالم القروي، قبل رصد المشاركة السياسية للشباب في السياق التونسي، إذ تم التأكيد على أن تقنيات الاتصال الحديثة وشبكات التواصل الاجتماعي وفّرت للشباب فرصا جديدة لمواكبة الشأن العام؛ في تجاوز للقنوات التقليدية التي أضحت مطالبة بتطوير أدائها وخطاباتها. وأكدت مداخلات أخرى أن العزوف الذي أصبح يميز المشهد السياسي في المنطقة المغاربية داخل أوساط الشباب تعبير في جانب مهم منه عن أزمة الثقة في المؤسسات والإطار القانوني، مع الإشارة إلى أن مقاطعة بعض المنتجات في عدد من دول المنطقة هي تعبير عن الرغبة في البحث عن نجاعة قنوات جديدة كسبيل للتأثير في السياسات العمومية وتغييرها ومساءلة لنجاعة القنوات الوسيطة، منبهة إلى أن الأشكال الجديدة للمشاركة، والمتمثلة في الوسائط الاجتماعية والترافع الإلكتروني والحراك الاجتماعي غير المرتب، والديمقراطية المدنية، تفرض إعادة النظر في الممارسة السياسية التقليدية. أما الجلسة العلمية الثانية فتناولت الشباب والسياسة في الحالة الجزائرية، والثقافة السياسية للشباب المغاربي بعد حراك 2011، والشباب والخيار الجهوي والمشاركة السياسية، ثم الشباب المغربي والسينما من خلال قضايا التلقي والممارسة والتمثل. وخلصت هذه الجلسة إلى أن الشباب لا يعزف عن السياسة بقدر ما يطمح إلى مشهد سياسيي محفز ويضمن مشاركة فعالة ومؤثرة. كما تم التأكيد أيضا على أن الضمانات القانونية غير كافية لوحدها لدعم المشاركة السياسية باعتبارها مكونا من مكونات العملية الديمقراطية، والتي لا يمكن أن تستقيم بدون ثقافة سياسية. ودعت إحدى المداخلات إلى إصلاح المنظومة التعليمية وتدعيم وتشجيع الإنتاج العلمي حول الشباب، مع المطالبة بالاشتغال على موضوع التمثلات الاجتماعية للشباب حول الشأن السياسي من أجل فهم طبيعة المشاركة السياسية لهذه الفئة، وإقرار سياسات عمومية خاصة بالشباب وتفعيل الهيئات الخاصة بهم، وتأهيل الفاعل السياسي لاستيعاب التحولات السياسية. يذكر أن جلسات اليوم الأول من هذا الملتقى الذي سيدوم يومين شارك فيها كل من المصطفى منار (نائب عميد كلية الحقوق، سلا) وعبد القادر الكيحل (أستاذ بكلية الحقوق سلا) وعبد الستار رجب (أستاذ علم الاجتماع، جامعة تونس)، ونعيمة المدني (أستاذة علم الاجتماع بكلية الآداب مراكش)، وسعيد هادف (كاتب من الجزائر)، ورشيد اكديرة (أستاذ بكلية الحقوق في جامعة أكادير)، وأحمد حضراني (أستاذ بكلية الحقوق في مكناس)، وإيمان الرازي (باحثة وفاعلة سياسية ومدنية) ومحمد البوعيادي (ناقد سينمائي).