انتهت مرحلة المجموعات، وحان الوقت لإجراء تقييم مؤقت لبطولة كأس العالم. بالنسبة إلي، كانت هناك مفاجأة كبيرة حقا، وهي في النهاية لم تكن كذلك فعلا. بالطبع، قبل البطولة، لم أكن أتوقع سقوط ألمانيا حاملة اللقب في دور المجموعات. ولكن، لم يكن الأمر غريبا أو مفاجأة بعد أولى مباراتين للفريق بمجموعته. أشعر فقط بالحزن. وكما استحق الفريق لقب مونديال 2014، استحق أيضا الخروج من الدور الأول في المونديال الحالي. لم يقدم أي لاعب في المنتخب الألماني مستواه الطبيعي، وواجه معظمهم مشاكل في اللعب، سواء بسبب الإجهاد أو السن أو الإصابات أو افتقاد الثقة بالنفس. ينطبق هذا في المقام الأول على اللاعبين، الذين كان من المفترض أن يقودوا الفريق نحو الأمام، مثل جيروم بواتينغ، توماس مولر، سامي خضيرة ومسعود أوزيل. حارس المرمى مانويل نوير هو الوحيد الذي كان أداؤه مطابقا للتوقعات. وبخلاف هذا، لم يكن هناك شيء يتماشى مع مستوى الفريق، سواء في الدفاع أو في الهجوم. لم تكن هناك روح فريق حقيقية، ولكن كانت بدلا منها العديد من نقاط الضعف، والكثير من النقاش خارج الملعب. في ضوء هذا، لم يتمتع الفريق بالوحدة والتركيز على الفوز باللقب كما كان الحال في عام 2014 . وضع المدرب الألماني يواخيم لوف الكثير من الآمال على اللاعبين السابقين الذين أثبتوا فاعليتهم في الماضي. ولم يضع ثقته في المواهب الشابة والجديدة، التي نالت إعجابنا العام الماضي في كأس القارات. وهكذا، افتقد المنتخب الألماني النضارة والسرعة وعنصر المفاجأة. خروج حامل اللقب من دور المجموعات في أربع من آخر خمس نسخ بالمونديال (فرنسا في 2002 وإيطاليا في 2010 وإسبانيا في 2014 وألمانيا في 2018) له بالطبع علاقة بالرضا عن النفس وعدم كفاية الدافع. يتعين على لوف الآن أن يسأل نفسه بعض الأسئلة الصعبة، إضافة إلى إيجاد خطة، وقبل كل شيء، الرغبة في بناء فريق جديد بشكل كامل، خاصة في ظل تقدم سن عدد من اللاعبين بالفريق. قدم لوف عملا ممتازا في الماضي، لكنه الآن تحت ضغط حقيقي مجددا. أستطيع أن أتفهم موقفه جيدا إذا قال: سأعطي الفرصة لشخص آخر. بالنظر إلى ما هو أبعد من قضية المنتخب الألماني، يمكن أن نرى بشكل عام بعد دور المجموعات أن الفارق في مستويات كرة القدم في العالم تقلصت بشكل أكبر. على سبيل المثال، كان المنتخب المغربي، من وجهة نظري، أفضل من إيرانوالبرتغال وإسبانيا في جميع مبارياته الثلاث بالمجموعة. وهذا يدل على المستوى الجيد للفرق غير المرشحة، والتي كانت ندا قويا من الناحيتين البدنية والخططية، وتمتلك العديد من اللاعبين والمدربين ذوي الخبرة في بطولات الدوري الكبرى على المستوى الدولي. بالنسبة إلى المنتخبات الكبيرة، تعد كأس العالم الحالية تحذيرا لها بضرورة التحلي باليقظة منذ صفارة البداية. ورأينا، أيضا، أن أسلوب التحكم في اللعب من خلال امتلاك الكرة، والذي يتبعه الإسبان وكذلك الألمان لم يعد يؤدي إلى النجاح بشكل تلقائي. يتعين على هذه الفرق تغيير إيقاع اللعب في الكثير من الأحيان. ولكن بعدما قلت هذا، أعتقد، أيضا، أنه مع تقدم البطولة نحو أدوارها النهائية، ستفرض المنتخبات الكبرى هيمنتها. ما زلت أتوقع بعض النتائج المتقاربة للغاية، لكن المهارة الفردية ستلعب دورها. في دور المجموعات كانت الفرق التي أبهرتني أكثر هي منتخبات إنجلترا وكرواتيا وبلجيكا، وإلى حد ما البرازيل، وهي الفرق التي تمتلك بعض المهارات الفردية العالية للغاية. ينطبق هذا بشكل خاص على نيمار. ولهذا لا يجدر به إثارة الآخرين، ومحاولة الحصول على ضربات الجزاء أو التدحرج أكثر من خمس أو ست مرات على الأرض بعد التعرض للعرقلة. يجب عليه أن يوقف مثل هذه التصرفات، التي قد تضره من خلال تأليب الجماهير ضده، وجعل الحكام أقل ميلا في المستقبل لإطلاق الصفارة عندما يتعرض للعرقلة. أما بالنسبة إلى الأرجنتين، فما زلت متمسكا برأيي السابق: هذا الفريق يكون قويا فقط إذا تمكن ليونيل ميسي من تقديم أداء قوي. ونادرا ما نجح ميسي في هذا مع المنتخب الأرجنتيني لأن الأمور ليست رائعة كما هو الحال في برشلونة. لا أعتقد أن المنتخب الأرجنتيني سيواصل تقدمه بعيدا في البطولة لأن دفاعه يعاني مشاكل عديدة في الانسجام والتنسيق. أعتقد أن مباراته أمام فرنسا ستكون نهاية الطريق بالنسبة إليه. هذه هي أبرز مباريات دور الستة عشر لأنها مواجهة بين اثنين من المنتخبات الفائزة باللقب سابقا. اللقاء الذي أعتقد أنه سيكون مثيرا هو مباراة الأوروغواي أمام البرتغال. قلت قبل البطولة إن الأوروغواي ستصل إلى الدور قبل النهائي. وفيما يتعلق بالمنتخب البرتغالي، بطل أوروبا، لدي بعض الشكوك الرئيسية حوله. حتى الآن، كان المنتخب البرتغالي هو كريستيانو رونالدو ولا شيء غير ذلك. فإذا كانت المباراة في يوم جيد لرونالدو، قد يقود الفريق إلى دور الثمانية، لكنني أرى الأوروغواي على حافة التأهل. ينطبق هذا، أيضا، على إسبانيا أمام المنتخب الروسي صاحب الأرض، والبرازيل أمام المنتخب المكسيكي، وكرواتيا أمام المنتخب الدنماركي، وسويسرا أمام السويد، رغم القوة البدنية والتنظيم في صفوف كل من المنتخبين الدنماركي والسويدي. كولومبيا لديها فريق قوي، أحترمه بشدة مثل منتخب الأوروغواي. ومن المؤكد أن مباراتهم أمام إنجلترا ستكون مثيرة. منتخب اليابان هو المرشح الأضعف بوضوح في المباراة أمام بلجيكا. كنت أتوقع بالفعل أن تصل السنغال أو نيجيريا إلى دور الستة عشر. كلاهما أخفق بفارق ضئيل للغاية، وفي حالة السنغال، لم يكن الخروج بسبب النتائج، بل كان بسبب قاعدة اللعب النظيف. إنه أمر مخز للفرق الأفريقية. كلمة أخيرة حول مسألة رئيسية واحدة خلال دور المجموعات. دييغو مارادونا كان لاعبا موهوبا، وكان أفضل لاعب وسط في كرة القدم حتى أواخر الثمانينيات. وبصفته لاعبا لكرة القدم، قدم أشياء جيدة للعبة. لكن مشاهدته في حالته الحالية في مدرجات الملعب، بالنسبة إلي، هو أحد جانبين حزينين في كأس العالم هذه. الجانب الآخر هو ضعف مستوى المنتخب الألماني بطل العالم، وإخفاقه في هذا المونديال. *ينشر بالاتفاق مع وكالة الأنباء الألمانية