كثيرا ما تخدعنا اللغة، فتغوينا العبارات والكلمات، أو ترفعنا إلى مراقي الفهم الخالص...! تواصلنا تفقده اللغة هدفه ، وتغطي على مراميه باحتمالاتها و مرادفاتها ومعانيها التي تختلط على المتواصلين منا ..! يمكن للغة أن تكون سلاحا قاتلا ، فتاكا ، أو شفاء وبلسما...! اختيار كلماتها وسجعها وطبقاتها وتلويناتها، يدفعنا إلى السقوط في هوات الاختلاف إن لم يحسن المتلقي عنا فهمها وتقليب الفكر في احتمالات مقصدها ، أو تصبح اللغة طريقا للتلاعب والانحباس الثقافي حيث العبارات الجوفاء المنمقة ، والنصوص الفارغة التي تقرأها فتترك لديك فراغات، وتخلق لك شروخا ونُدَبًا في الفهم والنفس. حواراتنا تخضع بالضرورة إلى إصغاء السمع وإلقائه أمام ما نسمع ونقرأ ، فلتلك الكلمات سحرٌ أخَّاذ أو تلبيسُ إبليس ! حين يغيب الصدق الذي ينبع من قلب الكاتب أو المتحاور تغيب وظيفة اللغة من حيث مقصدها ومراميها ! اللغة آلة تحمل عنا هموم ما أردنا التعبير عنه ، ومعيار للصدق الذي يدفعنا إلى تلك المغامرة التي نخوضها أثناء الكتابة . فاختلاف أنماط التعبير تكون حاسمة في خلق وضعيات ناجحة . فالكتابة مخاض يتولد عن إحساس بجمالية اللغة ، وتعبيراتها ، وتكلفها أو بساطتها ، فليست هي كمن يتواصل وجها لوجهه ، فتلك وضعية متميزة تقتضي مخاضا نفسيا يتداخل فيه الشعور بالتفوق وحب الاقناع . اختبار فهمنا أو سوءه رهين بتحري الصدق ، والبحث عن أخلص وأبسط قناة تنقل إلينا ومنا جميل المعاني وتقيس حرارة مشاعرنا ودرجة الود والحب بين ثنايا حروفنا وتعابيرنا ..! اللغة سلاح لنا ، فإذا فقدنا التحكم في قوته وخطورته سقطنا قبل أن نفهم وتردينا في غيابات التردي والتشظي ...!