أدخلت هيئة الحكم بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، قبل قليل من مساء اليوم، ملف محاكمة الصحافي حميد المهداوي، مدير موقع "بديل" المتوقف عن الصدور، المتابع في ملف نشطاء حراك الريف بجنحة عدم التبليغ عن جناية المس بأمن الدولة، إلى المداولة بعد منحه الكلمة الأخيرة قبل النطق بالحكم. وقال المهداوي، وهو يمثل مساء اليوم أمام القاضي علي الطرشي، في كلمته الأخيرة قبل النطق ليلة يومه الخميس بالحكم: "أنا عرقان لأني سأدافع عن نفسي في ظل هذا العبث". وناشد الصحافي حميد المهداوي، في هذه الجلسة التي عرفت مواكبة من لدن الحقوقيين وعلى رأسهم عبد الإله بنعبد السلام، عضو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وأحمد رضا بنشمسي، الناطق الرسمي باسم منظمة هيومان رايتس ووتش، وممثلة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، وعدد من أقاربه إلى جانب عدد من الصحافيين، (ناشد) بالقول "أراهن على عدالة ضميركم، ولا أراهن على الوثائق بالملف". وتابع حميد المهداوي، وهو يخاطب القاضي الطرشي: "لا ترحمني ولا تشفق فيّ لو كنت ظالما، ولو كنت مجرما"، مشيرا إلى أن "الحكم لن يكون في صالح المهداوي وإنما هذا الحكم إما أن يُؤسِّس لظلم خطير، أو لحكم للقانون". وناشد الصحافي وسط تأثر الكل، من نيابة عامة ومحامين وحاضرين، الهيئة برئاسة الطرشي: "أتمنى ألا تحكم عليَّ تحت أربعة هواجس، أمن الدولة، وتحت ما قالته النيابة العامة والأجهزة لأنها قد تخطئ، وألا تحكم عليَّ تحت تصرفاتي معكم، تجردوا من ذواتكم". وقال الصحافي، الذي بدا متأثرا: "لم أكن أتوقع وقوف الصحافيين بجانبي بهذا الكم"، مضيفا "لديّ أبّ إمام مسجد، هذا الرجل خاصو وسام، وقد تم سيدي القاضي تدمير أسرتي وزوجتي الرائعة، ابنتي تريد معرفة سبب تواجدي، وهذه المحنة جعلتني أكتشف حب أسرتي لي بهذا الشكل". وعرج الصحافي على قضيته، حيث أكد أنه "لو كانت التهمة صحيحة وبالنظر إلى خطورة ما جاء في المكالمة لتحركت مختلف الأجهزة والمؤسسات"، مضيفا: "لم يتم الاتصال بالسفارة الهولندية ولا غيرها طالما أن المكالمة تحمل تهديدا للأمن العام وأمن الدولة". وأردف المهداوي، الذي وقف الحاضرون بالقاعة تصفيقا له: "ملي قلت ليه بعد اتصاله بي مرة أخرى شكون معايا، هذا يعني أني صدرتو ولا أعترف به"، ليزيد موضحا: "واش الزفزافي غادي يولي ملك، هل هذه تحتاج للأهلية؟ هذا تخربيق". وأكد المحامي محمد الهيني، دفاع الصحافي المهداوي، أن التهمة الموجهة إليه "تافهة"، مشددا على أنه "شخصيا لو بلغت بهذه المهاترات لن أبلغ بها، هذا قمة العبث". ولفت المحامي المذكور، ضمن تصريحه لهسبريس، إلى أن "هذه محاكمة بجريمة خيالية ولا وجود لها، ونطلب أن تبرئ الموكل لأننا أثبتنا انعدام الفعل". ومن المرتقب أن تصدر الهيئة، ليلة يومه، حكمها في حق الصحافي حميد المهداوي، بعد أن اختلت للمداولة، حيث يترقب الكل حكما في صالحه بعد الأحكام التي وصفها الحقوقيون بالقاسية في حق معتقلي حراك الريف.