تنفس حزب العدالة والتنمية المغربي الصعداء إثر فوز رجب الطيب أردوغان بولاية رئاسية ثانية من الدور الأول في الرئاسيات التركية، التي جرت أمس الأحد، عقب حصوله على أغلبية الأصوات؛ إذ سارع "إخوان العثماني" إلى تهنئة الحزب التركي الذي يحمل التسمية ذاتها؛ العدالة والتنمية، بينما أرسل آخرون إشارات سياسية إلى خصوم "البيجيدي" بالمغرب، مفادها أن شعبية "التنظيمات الإسلامية" لازالت بخير في المنطقة. وأظهرت النتائج الأولية حصول مرشح "تحالف الشعب" للرئاسة، رجب طيب أردوغان، على 52.55 بالمائة من أصوات الناخبين؛ فيما حصل مرشح حزب الشعب الجمهوري، محرم إينجة، على 30.67 بالمائة من الأصوات. وفي انتخابات البرلمان، حصد تحالف الشعب الذي يضم حزبي "العدالة والتنمية" و"الحركة القومية" 53.62 بالمائة من الأصوات (343 من أصل 600 مقعد)؛ فيما حصل تحالف الأمة الذي يضم أحزاب "الشعب الجمهوري" و"إيي" و"السعادة" على 34.4 بالمائة من الأصوات (190 مقعدا)، وحزب الشعوب الديمقراطي على 11.62 بالمائة. ورغم وجود اختلافات كثيرة بين الحزبين الإسلاميين، تنطلق أساساً من طبيعة نظام الحكم في البلدين، فتركيا دولة "جمهورية علمانية"، يملك فيها رئيس الوزراء صلاحيات واسعة؛ بينما المغرب "دولة إسلامية"، وفق منطوق الدستور، الذي يُعطي للملك معظم صلاحيات الحكم؛ فإن حسابات أعضاء حزب العدالة والتنمية بالمغرب، على مواقع التواصل الاجتماعي، أطلقت التهاليل والزغاريد احتفاء بفوز "السلطان" الذي يحكم بلاد الأناضول مدة 16 سنة. ردود فعل "إخوان العثماني" خلفت مواقف متباينة من طرف قراء جريدة هسبريس الإلكترونية، الذين أكدوا أن المقارنة بين فوز حزب العدالة والتنمية والتركي ونظيره المغربي، وبين رجب طيب أردوغان وسعد الدين العثماني، لا تستقيم. وقال أحد قراء هسبريس: "فاز أردوغان لأنه أوفى بوعده..لا يُعطي المبررات ولا يتكلم أمام الكاميرات بلغة سنقوم وسنرى وسنعمل على الزيادة في كل المواد". وتابع مواطن مغربي آخر معلقاً على فوز أردوغان: "العدالة والتنمية الأصلي وليس النسخة المغربية الممسوخة والمشوهة والمنافقة. والمنافقون في الدرك الأسفل من النار"، بتعبيره. ووصف كثير من المعلقين رجب طيب أردوغان ب"الرجل العظيم الذي يقود تركيا إلى قمة المجد رغم تآمر الأمريكان والصهاينة ضده"، وقارن آخرون بين ما حققه حزب العدالة والتنمية التركي لتركيا وبين ما حققه نظيره المغربي للشعب المغربي. وقال معلق على هسبريس: "فوز رجب طيب أردوغان دليل على وعي الأتراك بالازدهار الذي وصلت إليه تركيا في عهده، أضف إلى ذلك مستوى الإصلاح الذي قام به إن على المستوى التعليمي أو الطبي أو الخدماتي، وهو ما مكن تركيا من تحسين ترتيبها العالمي، بل أصبحت وجهة عالمية تستقطب الكثيرين. لذالك نهنئ الأتراك بأعوام جديدة من التقدم والازدهار تحت قيادة أوردغان". حزب العدالة والتنمية المغربي، على لسان زعيمه السابق، عبد الإله بنكيران، سبق أن أقر بدوره بأن المقارنة مع نظيره التركي غير صحيحة، قائلاً: "ينبغي أن نعترف بأن حزب العدالة والتنمية التركي هو حزب من حجم آخر وبعد آخر، لا على مستوى الإنجاز ولا على المستوى الفكري ولا على مستوى الطرق والوسائل". جاء ذلك في حوار سابق لبنكيران مع موقع "قنطرة" الدولي، كان يتحدث فيه عن أوجه التشابه بين الحزبين الإسلاميين، موردا: "نتشابه معا في محاولة كل منا الاستفادة من الروح الدينية المتواجدة في المجتمع للدفع بعجلة الإصلاح إلى الأمام وتمتيع الشعب بحقوقه الطبيعية والتقدم في تصحيح مجال حقوق الإنسان والحريات، لكن في إطار المرجعية الإسلامية وحدودها الممكنة، غير أن الاختلافات تبقى أكبر".