كان زُوار مسرح محمد الخامس بالعاصمة الرباط، مساء اليوم الجمعة، على موعد مع قطعة فنية آتية من عَبَقِ أرض لبنان، ممزوجة بروح أندلسية إسبانية، قدمتها مجموعة "أراميليكيان" الغنائية اللبنانية الإسبانية، التي نثرت جوا مُفعما بالصفاء والسكينة في صفوف المستمعين، الذين حجوا من مختلف المدن المغربية للاستماع إلى الفرقة العالمية. وقد حل أسطورة الكمان الفنان اللبناني من أصل أرميني، أراميليكيان، بالمغرب، في إطار فعاليات الدورة ال17 من مهرجان موازين إيقاعات العالم، وجمع في طابق احترافي بين موسيقى الجاز والموسيقى الشرقية واللاتينية، عبر كمان سحري رافقته ترانيم سريعة، أحيت طقوس الميجانا والهوارة اللبنانية، في أمسية رباطية عالمية الهوى. أراميليكيان ظل متحركا على الخشبة طوال العرض، متفاعلا مع الحضور الكبير الذي استمتع وتماوجت أحاسيسه مع القطع المختلفة التي أدتها الفرقة، التي لم تُفوت موعدها مع الجمهور المغربي لأول مرة، حيث سبق أن جابت دولا عديدة، أقربها الجارة إسبانيا، دون أن تتمكن من لقاء المغاربة، الذين لبوا نداء الكمان الذي يعود إلى جد أراميليكان دون تردد. درس أراميليكيان الإيقاعات والألحان، منذ كان عمره 15 سنة، بمعهد هانوفر الألماني للموسيقى، مما جعله مُتقنا للكمان الذي يَحْمِلُهُ راقصا بين ذراعيه، في تجل سام للتناغم مع الآلة التي ظل محافظا عليها منذ بداية مساره الفني الاحترافي سنة 1995، والذي انطلق بألبوم "لكواترو ستاجيوني" ليُعْلِنَ معه ميلاد نجم لامع في سماء الموسيقى الشرقية المعاصرة. الجمهور المغربي والأجنبي بَقِيتْ أعينه مشدودة في اتجاه حركات وسكنات الفنان اللبناني، الذي عبر بدوره، من خلال كلمات متفرقة، عن امتنانه العميق للجو الذي خلقه المستمعون مع جرات الكمان المتسارعة، الذين شنفوا أسماعهم بمعزوفات من ألبومه الأخير "بيزكاتو" الصادر سنة 2013. تجدر الإشارة إلى أن مسرح محمد الخامس سيحتضن طوال الفترة الممتدة من 22 إلى 30 يونيو عروضا لفنانين معروفين، تتقدمهم ماريا توليدو وسعاد ماسي وفرناندو إسانبل وبابيلون وهبة طوجي والعديد من الوجوه، التي تجدد وصالها مع المهرجان العالمي أمثال ماجدة الرومي، التي سبق لها أن شاركت في نسخة 2015.