بالرغم من أنَّ أكثر من خمسين عاملة في حقول الفراولة بمنطقة هويلفا بإسبانيا تقدَّمن بشكايات لدى الحرس المدني الإسباني ونقابة العمال والعاملات بالأندلس، يتَّهمن فيها مُلاك المزارع بمنطقة ألمونتي الأندلسية بالاعتداء الجنسي عليهن واحتجازهن، فإن محمد يتيم، وزير الشغل والادماج المهني، اعتبر أن إرسال عاملات مؤقتات للعمل في موسم جني الفراولة "نجاح يجب أن يتطور". وقال يتيم، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإسبانية "إفي"، إنه يريد التفاوض مع الحكومة الإسبانية لزيادة حصة المغرب في فرص العمل المؤقتة لتصل إلى 18 ألفا خلال عام 2019، بزيادة قدرها 3 آلاف فرصة عمل عن العام الحالي، مشيراً إلى أن "هناك جوانب تحتاج إلى تحسين، مثل ظروف الإقامة". وفي وقت أقرّت فيه السلطات الإسبانية بوجود ضحايا مفترضات تعرضن لاعتداءات جنسية في الحقول بالجنوب الإسباني، حاول يتيم جاهداً التقليل من ذلك، وقال: "لقد تم تسجيل 12 حالة و7 متورطين -أربعة منهم مغاربة وثلاثة إسبان، اعتقل منهم اثنان فقط"، مشيراً إلى أن حكومته "تثق في السلطات الإسبانية ومنظمات المجتمع المدني ومؤسساته". وتعيش أزيد من 500 عاملة مغربية في منطقة "هويلفا"، الواقعة في الجنوب الإسباني، حيث يشتغل مُعظمهن داخل حقول الفراولة مقابل أجرة 40 يورو عن كل يوم عمل، علماً أن عليهن الاشتغال 7 ساعات يومياً مع نصف ساعة استراحة، ويوم واحد عطلة في الأسبوع، دون تغطية اجتماعية وفي بيئة تستقبل المهاجرين بالرفض والمضايقات. وفي هذا الصدد، قال يتيم: "نحن نعلم أن القانون الإسباني صارم، سواء كان اعتداء أو تحرشا جنسيا؛ لذلك نحن هادئون"، مشيرا إلى أن "العدالة الإسبانية مستقلة، كما أنه من المستحيل أن تخضع لأي طرف أيّا كان"، مؤكدا أن هناك حالات هروب لعدد من العاملات في إسبانيا، إلا أنه أشار في الوقت نفسه إلى أن العدد لا يصل إلى الأرقام المعلنة، قائلا إنه "من السابق لأوانه معرفة العدد الدقيق ولننتظر حتى إكمال الموسم". وفِيمَا مازالتْ الحُكُومة المغربيّة عاجزةً عن تقديمِ مُعطيات ملمُوسةٍ بشأن ما تتعرَّضُ له نِساءُ الفراولة العاملاتِ في الجنوب الإسباني، يُواصلُ أفرادُ الحَرَسِ المدني الاسْتِمَاعَ إلى شهادات مغربيات يَشْتَغِلْنَ كموسميات في ضيعات "ألمونتي"، الواقعة جنوب إسبانيا، بعد تقديمهنَّ شكايات بشأن تعرضهنَّ لاعتداءاتٍ جنسية وانتهاكات لحقوقهن الشغلية، ومنها الحرمان من الأجور. وكان ملف العاملات الموسميات عَرَفَ منعطفاً خطيراً بعد احتجاز المئات منهن (400 امرأة) في إحدى الضيعات وحَمْلهنَّ على متن حافلات في محاولة لتهجيرهن إلى المغرب، للحيلولة دون تقديمهن شكايات حول الأوضاع المزرية والاعتداءات التي يتعرضن لها، فيما فضَّلت أُخريات التزام الصَّمت مخافة الطرد والترحيل إلى المغرب.