كشف مصدر مطلع عن طبيعة المهمة التي يضطلع بها عمداء وضباط المديرية العامة للأمن الوطني الذين جرى إيفادهم إلى جمهورية روسيا الاتحادية، في إطار المشاركة في تأمين فعاليات بطولة كأس العام لكرة القدم المقامة خلال الفترة الممتدة ما بين 14 يونيو الجاري إلى غاية منتصف يوليوز المقبل. "ضباط متنقلون للاتصال" يمثلون العديد من المصالح التابعة للمديرية العامة للأمن الوطني، خصوصا مكتب أنتربول الرباط وقسم مكافحة الشغب الرياضي، تتحدد مهمتهم في المشاركة في تأمين تنقلات الجماهير المغربية ومواكبتها في أماكن الإقامة والتجمعات الرياضية، وكذا تقديم الدعم والخبرة الضرورية في جميع القضايا التي يكون أحد أطرافها مواطن من جنسية مغربية. واستطرد المصدر ذاتها أن المديرية العامة للأمن الوطني تشارك أيضا في عضوية "المركز الدولي للتعاون الأمني"، الذي تقيمه السلطات الروسية على هامش بطولة كأس العالم. وقد توصلت البعثة الأمنية المغربية الممثلة في هذا المركز بعدة طلبات صادرة عن مشجعين مغاربة بسبب مشاكل مختلفة، تتعلق بفقدان وثائق الهوية أو التنقل أو الإقامة؛ وهي المشاكل التي تمت تسويتها بتنسيق مع السلطات الروسية والتمثيلية الدبلوماسية المغربية في موسكو. وقد أشاد مسؤول أمني روسي يرأس المكتب الدولي للتعاون الأمني بفعالية ضباط الاتصال التابعين للمديرية العامة للأمن الوطني، على خلفية مشاركتهم في تأمين مباراة المغرب وإيران التي شهدتها مدينة سان بطرسبورغ، وقد سلّم إلى أعضاء البعثة الأمنية المغربية بهذه المناسبة شهادة التميز، حسب ما أوضحه المصدر المذكور. كما جرى استقبال ضباط الاتصال المغاربة من لدن قيادة شرطة مدينة سان بطرسبورغ، في أعقاب المباراة الأولى للمنتخب المغربي، وتم منحهم أيضا شهادة للتقدير والتميز، مع تحميلهم رسالة شكر موجهة من السلطات الروسية إلى نظيرتها المغربية، لمشاركتها الفعالة في تأمين توافد عشرات الآلاف من المتفرجين المغاربة في ظروف آمنة. ومن المقرر أن تشارك البعثة الأمنية المغربية في تأمين باقي المباريات التي سيخوضها المنتخب المغربي، سواء أمام المنتخب البرتغالي اليوم الأربعاء، أو تلك التي ستجرى أمام المنتخب الإسباني يوم ال25 من الشهر الجاري، والتي من المتوقع أن تعرف اتخاذ تدابير أمنية مشددة لتفادي مشاكل الهجرة غير المشروعة، على اعتبار أن مدينة كالينغراد التي ستحتضن المباراة توجد بمحاذاة مع بلدان تابعة للاتحاد الأوروبي، خاصة لتوانيا وبولونيا؛ وهو ما يفرض على الجماهير المغربية الاطلاع المسبق على الإجراءات الأمنية التي تنوي السلطات الروسية اتخاذها في هذا الصدد. وقد باشرت السلطات الروسية التنسيق مع "ضباط الاتصال التابعين للأمن الوطني" من أجل المشاركة في عمليات تحسيس المتفرجين المغاربة بهذه الإجراءات الأمنية الجديدة، لضمان توافدهم على المدينة التي ستحضن المباراة في أحسن الظروف، يشدد المصدر الأمني المذكور. يذكر أن حوالي 43 ألف متفرج مغربي كانوا قد توافدوا على روسيا لمناصرة المنتخب المغربي، من بينهم 12665 توجهوا من المغرب مباشرة، بينما جاء أكثر من 30 ألف متفرج من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج؛ وهو العدد الذي يجعل الجمهور المغربي في طليعة الجماهير المناصرة لمنتخباتها الوطنية.