من جديد، خرج عدد من السلفيين المغاربة لتوجيه الانتقاد لأحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، بسبب ندوة دولية حول الحريات الفردية قالوا إنها ستنظم بمقر مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية بمدينة الدارالبيضاء، التي يرأسها الوزير، يومي 22 و23 يونيو 2018. وقال مصدر من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إن هذه الندوة ليست مبرمجة بمقر مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية، بل بفندق "إيدو أنفا" بالمدينة نفسها، عكس ما أشار إلى ذلك عدد من السلفيين المغاربة الذين قالوا إن الوزير وافق على احتضان المؤسسة البحثية لهذه الندوة الدولية. ولجأ السلفيون إلى مواقع إعلامية تابعة لهم لمهاجمة مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية، التي يرأسها الوزير أحمد التوفيق، متهمين المملكة العربية السعودية، التي أسست هذه المؤسسة في ثمانينات القرن الماضي، بأنها "تقود حرباً ضد الهوية الإسلامية في المغرب". واستغرب مصدر من مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود لتهجمات السلفيين المغاربة في كل مرة، خصوصاً أنهم استهدفوا هذه المرة مؤسسة بحثية عرفت بفتحها لنقاشات عقلانية، وتحتضن أعمالاً ودراسات في مجالات العلوم الاجتماعية والإسلامية، إضافة إلى العمل التوثيقي الهام الذي تقوم به. ويكشف برنامج الندوة أسباب مهاجمتها من طرف السلفيين، خصوصاً أنها تنظم من طرف مجموعة الديمقراطية والحريات التي يرأسها نور الدين عيوش ذو التوجه الحداثي، الذي اختار لها موضوع "الحريات الفردية في ظل دولة الحق والقانون". كما ستعرف الندوة الدولية مناقشة مواضيع أخرى مثيرة للجدل يرفض السلفيون نقاشها، من بينها "العالم الإسلامي وحرية المعتقد"، بحضور الأستاذة رجاء بنسلامة من تونس، والأستاذ صلاح غمريش من الجزائر، والأستاذ شعبان عبد الحسين من العراق، و"حقوق الأقليات الدينية"، بمشاركة المغربي المسيحي محمد سعيد، والمغربي الشيعي ادريس هاني، والمغربي البهائي جواد مبروكي، والمغربي الأحمدي عصام الخمسي. كما سيتطرق الموعد أيضاً لموضوع "السياسة والدين أية آفاق للعلمنة"، بحضور غالب بن الشيخ من فرنسا، وعبد المجيد الشرفي من تونس، ونبيل مولين من المغرب، فيما سيناقش موضوع "المساواة في الإرث بين الرجل والمرأة" كل من الأستاذة أمال القرامي من تونس، والأستاذة سمية النعمان جسوس من المغرب، والبرلماني المغربي عمر بلافريج. وسيكون موضوع الإجهاض المثير للجدل حاضراً في أشغال هذه الندوة الدولية، حيث ستتدخل كل من نزهة كسوس وحليمة مروان وعائشة الشنا في محور "الحق في الخصوصية وتملك الجسد والتصرف فيه والإجهاض والبنوة". أما موضوع "العلاقات خارج الزواج والمثلية"، فسيناقشه كل من البرلمانية السابقة الحقوقية نزهة الصقلي، والسياسي محمد الساسي، والمحامية خديجة الروكاني، وشكيب كسوس، على أن تختتم الندوة أشغالها بخلاصات وتوصيات حول المواضيع المثارة على مدى يومي 22 و24 يونيو الجاري بالدارالبيضاء.