ردت مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود بالدارالبيضاء على تصريحات أدلى بها نور الدين عيوش، عقب منع المؤسسة الأكاديمية مجموعة الديمقراطية والحريات، التي يرأسها عيوش، من تنظيم ندوة حول موضوع "الحريات الفردية في ظل دولة الحق والقانون". وكان عدد من شيوخ السلفية بالمغرب قد هاجموا وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، بسبب ندوة دولية حول الحريات الفردية كان من المرتقب أن يحتضنها مقر مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية بمدينة الدارالبيضاء، التي يرأسها الوزير، يومي 22 و23 يونيو 2018. وهاجم عيوش مؤسسة "آل سعود" لأنها "أنكرت في بيان احتضانها للندوة"، مؤكدا أن الندوة ستقام في موعدها رغم بعض الاعتذارات، منها اعتذار حزب العدالة والتنمية وحزب الاستقلال وبعض الرموز الأخرى السياسية والجمعوية. وفي توضيحات صادرة عن مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود، اليوم الثلاثاء، أكدت المؤسسة أنها أعطت منذ شهور خلت موافقتها المبدئية على طلب نور الدين عيوش بإقامة ندوة في موضوع "الحريات الفردية في ظل الحق والقانون"، شريطة تزويدها ببرنامج الندوة. لكن عندما توصلت "مؤخرا بالبرنامج المذكور، أطلعته على قرارها بعدم إمكان إقامة الندوة في مقرها؛ وذلك حفاظاَ على القدر الأدنى من الطابع الأكاديمي بعيداً عن السجال الذي يمكن أن يشعر بأن للمؤسسة موقفاً ما من نقاشات لا تعرف مضمونها". وأوضحت مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود، في بيان توصلت هسبريس بنسخة منه، أن "السلطات العمومية هي التي لها صلاحية منع أو عدم منع الملتقيات، أما المؤسسة فهي كباقي الجمعيات المدنية تمارس صلاحياتها الخاصة في حدود منح قاعة المحاضرات التابعة لها أو عدم منحها بناء على المعايير المشار إليها أعلاه". وأشارت المؤسسة ذاتها إلى أنه سبق لها أن منحت قاعة المحاضرات مرات عدة للجمعيات التي يسيرها نور الدين عيوش، بعد الاطلاع على برامج الأنشطة موضوع اللقاءات. وبعد الهجوم الذي تعرضت له مؤسسة آل سعود من طرف شيوخ السلفية وأذرعهم الإعلامية بالمغرب، متهمين المملكة العربية السعودية، التي أسست هذه المؤسسة في ثمانينات القرن الماضي، بأنها "تقود حرباً ضد الهوية الإسلامية في المغرب"، أكد المصدر أن "المؤسسة مكتبة أكاديمية تأسست لتستجيب لحاجيات الجامعة والبحث العلمي". و"نظراً لكون مقرها صار يتوفر على قاعة للمحاضرات، فقد وجه مجلس إدارتها بإتاحتها مجاناً (للمؤسسات الأكاديمية والجمعيات المدنية) أو بإيجار (للمؤسسات الربحية)، شريطة الاطلاع على برنامج الأنشطة المزمع إقامتها، بحيث لا تتعارض مع المبادئ والتوجهات المتضمنة في القانون الأساسي للمؤسسة"، تضيف المكتبة السعودية. وما يزال النقاش محتدماً على مواقع التواصل الاجتماعي؛ إذ أطلقت صفحات تابعة للإسلاميين بالمغرب وسوم "لا لندوة عيوش" و"لا نريد هذه الندوة بالمغرب"، و"لا لزعزعة عقيدة المغاربة"، متهمة عيوش، ذا التوجه الحداثي، ب"استهداف هوية المجتمع المغربي الإسلامية". وستعرف الندوة الدولية مناقشة مواضيع مثيرة للجدل يرفض السلفيون نقاشها، من بينها "العالم الإسلامي وحرية المعتقد"، بحضور الأستاذة رجاء بنسلامة من تونس، والأستاذ صلاح غمريش من الجزائر، والأستاذ شعبان عبد الحسين من العراق، و"حقوق الأقليات الدينية"، بمشاركة المغربي المسيحي محمد سعيد، والمغربي الشيعي ادريس هاني، والمغربي البهائي جواد مبروكي، والمغربي الأحمدي عصام الخمسي. كما سيتطرق الموعد أيضاً لموضوع "السياسة والدين أية آفاق للعلمنة"، وموضوع "الإجهاض والعلاقات خارج الزواج والمثلية الجنسية".