افتتحت المملكة المغربية اليوم الثلاثاء مستشفى ميدانيا في قطاع غزة، تنفيذا لتعليمات أصدرها الملك محمد السادس. وشارك في الافتتاح وفد مغربي رسمي، ومسؤولون من وزارة الصحة الفلسطينية. كما سلم الوفد المغربي 56 طنا من المساعدات الغذائية لمؤسسة الهلال الأحمر الفلسطيني، كي توزعها لاحقا على العائلات الفلسطينية الفقيرة. وقال السفير المغربي لدى مصر أحمد التازي، خلال مؤتمر صحفي عقده على هامش افتتاح المستشفى في منطقة حي الزهراء (وسط القطاع): "من منطلق واجب التضامن، أصدر الملك محمد السادس تعليماته بتخصيص مساعدات إنسانية من مواد غذائية وأدوية وإقامة مستشفى ميداني متعدد الاختصاصات لفائدة الشعب الفلسطيني". وأوضح التازي أن المستشفى "سيقدم خدماته الطبية والصحية والجراحية للمصابين من أجل تخفيف الأعباء عنهم". وبين أن المغرب أنشأ جسرا جويا بينه وبين العاصمة المصرية القاهرة، من أجل نقل معدات المشفى عبر 16 طائرة عسكرية. وثمّن جهود القطاع الصحي بغزة والذي قدم المساعدات اللازمة لافتتاح هذا المستشفى. من جانب آخر، قال التازي، إن تسليم المساعدات الغذائية للهلال الأحمر الفلسطيني يندرج "في إطار المبادرة الإنسانية للعاهل المغربي باتجاه الشعب الفلسطيني". وتشمل تلك المساعدات أنواعا مختلفة من المواد الغذائية أبرزها "الحليب، والأرز، والدقيق، والتمور، والسكر". وأكد أن العاهل المغربي سيواصل تحركاته على المستوى الدولي والسياسي لنصرة الحق "الفلسطيني حتى إقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس". بدوره، قال العقيد أحمد بو نعيم الطبيب المسؤول عن المستشفى، خلال كلمة بالمؤتمر: "يبلغ عدد أفراد طاقم المستشفى نحو 124 فردا، منهم 13 طبيبا و21 ممرضا، وأما البقية فهم من الطواقم الإدارية واللوجستية". وتبلغ الطاقة السريرية للمستشفى حوالي 30 سريرا، ومن المرجح أن تتسع تلك الطاقة عند حالات الضرورة، وفق بو نعيم. وأشار إلى أن المستشفى يضم أقساما مختلفة، مثل "جراحة العظام، والشرايين، وجراحة الجهاز الهضمي (الباطنة)، وعيادات طب الأسنان، وطب العيون، وعيادة الأنف والحنجرة، وقسم الطب النسائي". ومساء الجمعة الماضية، وصل الوفد المغربي قطاع غزة برئاسة السفير "التازي"، برفقة قافلة تحمل مستلزمات ومعدات المستشفى الميداني الطبية. وفي 28 مايو الماضي، قالت وزارة الخارجية المغربية، إن "العاهل محمد السادس قرر إقامة مستشفى ميداني في قطاع غزة بالأراضي الفلسطينية"، بغرض المساعدة في تقديم العلاج للجرحى الفلسطينيين الذين يصابون برصاص الجيش الإسرائيلي شرقي قطاع غزة. ويعاني القطاع الصحي في غزة تدهورا غير مسبوق جراء نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، بحسب وزارة الصحة. ومنذ 30 مارس الماضي، يتجمهر آلاف الفلسطينيين قرب السياج الفاصل بين القطاع وإسرائيل، ضمن المشاركة في مسيرات "العودة" للمطالبة بعودة اللاجئين إلى قراهم ومدنهم التي هجروا منها قسرا عام 1948. ومنذ ذلك الحين، يرتكب الجيش الإسرائيلي اعتداءات دامية ضد المتظاهرين السلميين، أسفرت عن استشهاد 127 فلسطينيا بينهم 13 طفلا، وإصابة أكثر من 14 ألفا و700 آخرين بإصابات مختلفة، بحسب إحصاء وزارة الصحة. *وكالة أنباء الأناضول