أثار الشروع في وضع اللبنات الأساسية لنقطة بيع الماء بساحة جامع الفنا العالمية جدلا وسخطا بين الفاعلين المدنيين المهتمين بالتراث الشفوي والمهنيين بالمنطقة المذكورة، مطالبين المجلس الجماعي والسلطة المحلية بتوقيف الأشغال الجارية وسط الساحة من أجل إقامة ما أسموه "كشك لتصفية وبيع الماء". مصطفى المكودي، عن رابطة الإخلاص لجمعيات الفضاءات التجارية والمهنية بمنطقة جامع الفنا ومحيطها، قال إن "منح المجلس الجماعي لمدينة مراكش ترخيصا لإحدى الشركات التي تنوي بيع المياه في كشك بمدخل ممر الأمير مولاي رشيد يمثل نموذجا لسياسة الهروب إلى الأمام التي يعتمدها المجلس الجماعي"، واصفا هذه الخطوة بالارتجالية والتخبط والعشوائية. وأضاف الفاعل الجمعوي ذاته، في تصريح لهسبريس، أن "هذا القرار أثار استياءنا وتذمرنا ويذكرنا بترخيص شبيه سابق لإقامة مراحيض بالقرب من الملحقة الإدارية، قبل إجهاضه وترك على حاله بمكان ننظم به التظاهرات الثقافية والفنية والترفيهية"، مؤكدا أن المشروع سالف الذكر "سيلحق ضررا بمكونات الساحة السياحية والتاريخية وسيشوه موروثها الثقافي والشفهي"، وفق تعبيره. في المقابل، أوضح يونس بن سليمان، النائب الأول لرئيس المجلس الجماعي لمراكش، أن الموضوع لا يتعلق بكشك وإنما بنقطة ماء تجريبية لاختبار تفاعل المواطنين مع هذه التجربة لمدة شهر، موردا أن الشركة المعنية كباقي الشركات تتوصل من البلدية بموافقة مشروطة برأي السلطة المحلية والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية. وأضاف النائب المذكور أن "المراسلة حددت مكان نقطة الماء بالقرب بنك المغرب؛ لكن الشركة وضعتها وسط الساحة، ما جلعنا نتدخل بمعية السلطة المحلية، لرد الأمور إلى نصابها". وفي السياق نفسه، أوضح مصدر مسؤول من ولاية جهة مراكش لهسبريس أن السلطة المحلية تدخلت لتوقيف أشغال إحداث كشك لتصفية وبيع الماء وسط ساحة جامع الفناء التاريخية، مضيفا أن "قائد الملحقة الإدارية جامع الفنا فوجئ بعمال الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء، وهم يعملون على ربط أرضية إسمنتية بنيت لهذا القصد بشبكتي الماء والكهرباء".