اضطر المنتخب المصري للانتظار 28 عامًا قبل أن يتمكن مجددًا من التأهل لبطولة كأس العالم بعد مشاركته الأخيرة عام 1990 في إيطاليا، إذ تمكن تحت قيادة الأرجنتيني هيكتور كوبر ورغم كل الانتقادات الموجهة له بسبب طريقته الدفاعية والاعتماد على مجموعة واحدة من العناصر تقريبًا، من انتزاع بطاقة التأهل لروسيا 2018. ومنذ الإعلان في الثاني من مارس 2015 عن تولي كوبر لقيادة المنتخب انقسم الكل بين مؤيد ومعارض، حيث لم ير معارضوه في أسلوبه الدفاعي حلًا للحصول على تذكرة التأهل الغائب منذ نحو ثلاثة عقود. بدأ كوبر مهمته بالخسارة في مباراة ذهاب الدور الثاني من التصفيات المؤهلة للمونديال من تشاد بهدف نظيف لكنه عاد وفاز إيابًا برباعية نظيفة، ثم جاءت قرعة الدور الثالث التي وضعت مصرفي المجموعة الخامسة مع أوغنداوغاناوالكونغو وعلى الفور تذكر الجميع ما جابهته مصر في تصفيات مونديال 2014 مع منتخب النجوم السوداء والسداسية المهينة التي مني بها مرمى الفراعنة. ظل كوبر متمسكا بأسلوبه الدفاعي واعتماده على المرتدات والنجم محمد صلاح طوال فترة التصفيات وعبر ست مباريات بنظام الذهاب والإياب أدرك الفوز في أربع مباريات وتعادل في واحدة وخسر مثلها، بل -وللمفاجأة- لم يخسر أمام غانا حيث فاز عليها بهدفين نظيفين على أرضه وتعادل معها في الجولة الأخيرة بعدما حسم حصوله على البطاقة في تلك السابقة بتحقيق انتصار ملحمي على الكونغو 2-1. كانت أوغندا على عكس ما توقع الكثيرون هي الخطر الحقيقي في هذه المرحلة من التصفيات فأنهت المجموعة في المركز الثاني بتسع نقاط، وكانت الفريق الوحيد الذي فاز على منتخب مصرفيها بهدف نظيف حينما استقبلته على أرضها. وشاء القدر أن يحصل "الفراعنة" على تذكرة التأهل للمونديال أمام الكونغو في الجولة قبل الأخيرة وبصورة ملحمية فتقدم المصريون عبر صلاح (ق63) لكن حلت الطامة الكبرى على الجميع بتعادل غير متوقع من أرنولد بوكا موتو قبل دقيقتين على نهاية المباراة. وعلى الفور مر شريط ذكريات الفشل أمام الجميع، وبالأخص تلك القريبة: سداسية غانا ومباراة أم درمان الفاصلة أمام الجزائر في تصفيات مونديال 2010 ، لكن في الوقت بدل من الضائع احتسبت ركلة جزاء تقدم أمامها صلاح بثقة يحسد عليها وأودعها الشباك (ق94). ولم يكفل هدفا محمد صلاح للمنتخب المصري في مرمى أوغندا للمنتخب المصري التأهل فقط للمونديال، بل جعلته يتصدر قائمة هدافي التصفيات الأفريقية المؤهلة للمحفل الكروي بخمسة أهداف. ويعيش المصريون حالة من القلق بسبب إصابة الكتف التي تعرض لها صلاح في نهائي دوري الأبطال مع فريقه ليفربول الإنجليزي أمام ريال مدريد الإسباني في كييف بعد تدخل عنيف من سرخيو راموس. وتشير التوقعات إلى أن هذه الإصابة قد تؤدي لغياب صلاح فترة تتراوح من أسبوعين لثلاثة أسابيع ما يعني أنه قد يشارك وقد يغيب أيضا عن مواجهة أوروغواي الأولى لمصر في كأس العالم بروسيا. وقدم صلاح هذا الموسم واحدا من أفضل مستوياته بأداء ثابت ومذهل مع فريقه ليفربول الإنجليزي وتصدره لقائمة هدافي الدوري الإنجليزي الممتاز وتحوله إلى النجم الأوحد بالنسبة لجماهير أنفيلد رود التي باتت تتغنى باسمه في المدرجات، بخلاف تتويجه بعدد من الجوائز الفردية ذات الثقل مثل أفضل لاعب في إنجلترا وأفضل لاعب أفريقي من قبل (كاف) وجائزة (بي بي سي) لأفضل لاعب أفريقي. وأوقعت القرعة المنتخب المصري في المونديال بالمجموعة الأولى مع المنتخب الروسي صاحب الضيافة وأوروغواي والسعودية، حيث سيفتتح مشواره في المونديال بمواجهة أوروغواي في الخامس عشر من يونيو ثم سيلعب مع أصحاب الضيافة في التاسع عشر من نفس الشهر، قبل أن يختتم دور المجموعات بمواجهة السعودية. وضمن استعدادات المنتخب المصري، الذي لم يلعب سابقا في المونديال سوى في نسختي إيطاليا 1934 و1900، تواجه مع البرتغال وديا وظل متقدما بهدف صلاح حتى نهاية المباراة قبل أن يقلب كريستيانو رونالدو الطاولة ويسجل هدفين ليمنح فريقه الفوز، ثم عاد وخسر وديًا من اليونان. *إفي