شهدت محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، ليلة الاثنين وحتى الساعات الأولى من صباح يومه الثلاثاء، تزامنا مع إحضار بعض المصرحات في ملف الصحافي توفيق بوعشرين، غليانا كبيرا، خاصة بعد إحضار مصرحتين عن طريق استعمال القوة العمومية رفضتا الحضور سابقا. ومثلت أمام المحكمة، المصرحة "ع.ب"، التي سبق لها الدخول في مواجهة مع النيابة العامة، إثر اتهامها لضابط بتزوير محضر الاستماع إليها، حيث جرى الاستماع لها من طرف القاضي بوشعيب فارح، وذلك بعد الاستماع إلى إحدى الشاهدات في الملف. وأكدت المصرحة، بحسب مصادر الجريدة، في هذه الجلسة التي استمرت إلى ما بعد السحور، تصريحاتها السابقة، فيما ظلت المحكمة تعرض عليها مجموعة من الفيديوهات لم نتمكن من معرفة محتواها. وتجمهر الصحافيون الذين حضروا لمواكبة هذه الجلسة، على السيارة الأمنية التي كانت تقل المصرحة "ع.ب"، بينما كان النقيب السابق محمد زيان الذي سبق له التأكيد على رفضه إحضارهن بالقوة، يدعمها ويشجعها. وأقدمت العناصر الأمنية، على إحضار المصرحة "ح.ب" التي تشتغل رئيسة تحرير لموقع إخباري تابع لمجموعة توفيق بوعشرين، عن طريق استعمال القوة العمومية بتعليمات قضائية، إلا أنها قدمت شهادة طبية أعفتها من الاستماع لها من طرف المحكمة خلال هذه الجلسة السرية. وأصيبت المصرحة المذكورة، بوعكة صحية، نقلت على إثرها للمستشفى بالرباط، وذلك على إثر توصل العناصر الأمنية إلى مكانها من أجل اقتيادها لحضور الجلسة بناء على تعليمات رئيس الجلسة المشرف على الملف. واعتبر النقيب السابق عبد اللطيف بوعشرين، أن وقائع اعتقال رئيسة تحرير الموقع الإخباري "تدل على الشطط في استعمال السلطة، وأن استعمال القوة العمومية لا يعني التعسف على كرامة المصرحات أو أي طرف يتم إحضاره في القضية". ودخل المحامون في مشادات مع عدد من الصحافيين الذين حاولوا التقاط صور للمصرحات اللواتي أحضرن داخل سيارة الأمن بالقوة العمومية، حيث حاولوا منعهم من ذلك، بينما أصر الصحافيون على ممارسة مهامهم بشكل عادي. وكان بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني، أفاد بأنه على إثر انتقال عناصرها إلى شقة بحي أكدال بغرض تنفيذ أوامر قضائية تقضي باستخدام القوة العمومية لإحضار سيدات للمثول أمام غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء. وأشار المصدر نفسه، إلى أنه جرى نقل سيدة من بين المعنيتين بالأمر القضائي إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الجامعي ابن سينا للتحقق من وضعها الصحي، "وبعدها أحيلت على مستشفى الرازي بسلا بتوصية من الطبيب المعالج، حيث خضعت لإسعافات طبية قبل أن يتقرر اصطحابها إلى مقر ولاية أمن الرباط، تمهيدا لنقلها بمعية السيدة الثانية إلى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء من أجل تنفيذ الأمر القضائي الصادر في الموضوع".