نظم اتحاد العمل النسائي فرع الدارالبيضاء، بشراكة مع الائتلاف الإقليمي للقضاء على فيروس الورم الحليمي، مائدة مستديرة حول موضوع "ولوج المرأة إلى الصحة حق أساسي من حقوق الإنسان"؛ بأحد فنادق الدارالبيضاء، تخليدا لليوم العالمي للعمل من أجل صحة المرأة، الذي يتمحور أساسا حول العنف الجنسي والصحة الإنجابية، والأمراض المتنقلة جنسيا. اللقاء أطره أخصائيون وخبراء في المجال، وعرف مناقشة عدد من الصعوبات التي تواجهها المرأة في المغرب من أجل الحصول على الرعاية الصحية، بالإضافة إلى مشاكل الصحة الإنجابية والأمراض المنقولة جنسيا، وأوضاع وآثار العنف المبني، وخاصة العنف الجنسي على النساء، والفتيات، وكذا سبل الوقاية من سرطاني الثدي والرحم، بالإضافة إلى الأدوار الأساسية التي يمكن أن يلعبها المجتمع المدني، وخاصة المنظمات النسائية، من أجل تمتيع النساء بحقهن في رعاية صحية شاملة. وقالت الدكتورة سندس صبري، الكاتبة العامة لفرع الدارالبيضاء لاتحاد العمل النسائي، في تصريح لهسبريس، إن اختيار الحديث عن سرطان عنق الرحم في هذه المائدة المستديرة كان الهدف منه "تفكيك التمثلات الاجتماعية الخاطئة وكسر الطابوهات حول هذا الموضوع". وأضافت صبري أن الوقاية من الأمراض المنقولة جنسيا، وكذا سرطان عنق الرحم، متخلفة جدا في المغرب؛ "علما أن المرض الأخير هو السبب الرئيسي الثاني للوفيات في صفوف النساء، إذ يتم تشخيص 2258 حالة كل سنة، وهي واحدة من أعلى معدلات سرطان عنق الرحم في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؛ ذلك أن 99% من الحالات تتم بسبب فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، وهو مرض لقاحه متوفر، لكنه غير معروف في المغرب بشكل كاف". وأكدت الدكتورة عائشة خرباش، الأخصائية في طب النساء، ونائبة رئيس العصبة المغربية لمحاربة الأمراض المنتقلة جنسيا، في مداخلة لها في الندوة، أن "سرطان عنق الرحم لا يمكن الوقاية منه فقط من خلال التلقيح، ولكن أيضا من خلال الكشف المبكر"، وأضافت أن "معظم الحالات التي يتم كشفها مبكرا يتم علاجها بسهولة، وفي المقابل، في غياب الفحص، تتطور مثل هذه الحالات لتتحول إلى سرطان شديد الخطورة، لا تتم معالجته إلا عن طريق إجراء عملية جراحية، أو بالعلاج الإشعاعي". ودعت الدكتورة التي تدرس طب التوليد بكلية الطب بالرباط الشابات والشباب إلى الإقدام على مثل هذه الفحوصات من أجل القضاء على جزء كبير من هذه السرطانات. من جهته أشار الائتلاف الإقليمي للقضاء على فيروس الورم الحليمي إلى أن منظمة الصحة العالمية توصي بإدراج لقاح فيروس الورم الحليمي البشري في برامج التلقيح الوطنية، وطالبت السلطات المغربية وصانعي القرار بتطبيق هذه التوصيات، وبذل مزيد من الجهود للمشاركة سياسيا وماليا في تشجيع فحص سرطان عنق الرحم، وإدخال اللقاح. يشار إلى أن الأرقام الرسمية المتعلقة بواقع صحة المرأة في المغرب مقلقة حسب الدراسات التي أعدتها المندوبية السامية للتخطيط، إذ إن 23% من النساء، أي 2.1 مليون، عانين من العنف الجنسي في مرحلة ما من حياتهن، بينهن 66 % في إطار العلاقات الزوجية.