وقف عرض وزارة الصحة أمام لجنة القطاعات الاجتماعية بمجلس النواب ، عند تفاصيل برنامج عملها، والذي من بين ماجاء فيه بخصوص اليقظة الصحية، اعتزام الوزارة من خلال المركز الوطني لتحاقن الدم خلال السنة الجارية، تقوية وتطوير المؤسسات الخاصة بتحاقن الدم، وذلك عبر بناء 4 محطات لتحاقن الدم ببنسليمان، بركان، القصر الكبير وتحناوت، مع تهيئة 3 محطات بواد زم وتاونات وأصيلا، إضافة إلى الشروع في الدراسات لبناء المركز الجهوي لتحاقن الدم بالدارالبيضاء، مع اقتناء سيارات لجمع الدم. التعهدات شملت ، كذلك، شراء معدات طبية وتقنية للمراكز الجهوية وبنوك الدم ومحطات تحاقن الدم، واستعمال تقنيات حديثة متعلقة بتحاقن الدم في كل من فاس ووجدة ومراكش، مع وضع نظام لمراقبة حرارة معدات التبريد المستعملة لحفظ البلازما والكواشف، ووضع نظام تدبير الجودة بالمركز الوطني لتحاقن الدم، إضافة إلى إدخال تقنيات حديثة للكشف من أجل تحسين سلامة تحاقن الدم. وقد أكد المشاركون في الندوة أهمية الوقاية وتدابير التشخيص المبكر لهذا المرض، إذ تقول الدكتورة ربيع بهاء متخصصة في علم الأوبئة « إن الهدف الأول من هذه الحملة التحسيسية هو شرح مخاطر الإصابة بسرطان عنق الرحم الذي يمثل 13 في المئة من السرطانات التي تصيب المرأة المغربية» بينما يذهب الدكتور مصطفي بن حسو إلى « أن السبب الرئيسي لهذه الحملة هو التوعية حيث أن سرطان عنق الرحم هو سرطان فيروسي، ويندرج في خانة الأمراض المنقولة جنسيا، و أن نسب الإصابة بهذا النوع من السرطانات المسجل في المغرب هي نسب عالية، وأكثرها يكون في مراحله الأخيرة، مما يعني أن نساء المغرب جاهلات لمخاطر و كيفية الحماية هذا السرطان». وللإشارة، فإن سرطان عنق الرحم ليس مرضا وراثيا، بل يتسبب في ظهوره فيروس يدعى فيروس الورم الحليمي (HPV ) الذي يحتوي على 15 صنفا من بينها أربعة أصناف هي HPV 16, HPV 18, HPV 31 et HPV 45 المسؤولة عن 80 في المئة من حالات سرطان عنق الرحم الموجودة بالمغرب. ويؤكد الدكتور بن حسو « أن الإصابة بالفيروس (HPV ) لا تعني ظهور سرطان عنق الرحم في بداية الإصابة، بل على الأقل يحتاج إلى خمس سنين أو أكثر لظهوره». مع العلم أن النساء اللواتي يصبن بالفيروس لا تظهر عليهن أية أعراض، مما يساعده على تطور الفيروس في صمت إلى أن يصبح سرطان عنق الرحم. هذا ما يجعل الوقاية من الإصابة بهذا الفيروس هي الوسيلة الوحيدة لتفادي الإصابة بسرطان عنق الرحم. ويعتبر الكشف من أهم وسائل الوقاية. فضلا عن لقاح مضاد للفيروس الذي أثبت فعاليته في أمريكا ودول أوربا حيث أن نسبة الإصابة بهذا النوع من السرطانات أصبحت شبه منعدمة في هذه الدول التي تفرض على نسائها القيام بالتلقيح حفاظا على حياتها. وقد أكد المشاركون بالندوة أن فعالية هذا اللقاح تكون مجدية عند تلقيح الفتاة قبل أن تقوم بأول اتصال جنسي لها كما أن حظوظ العلاج تبقى مرتفعة في حال التشخيص المبكر. للعلم، يتم تسجيل حاليا في بلادنا 35 ألف حالة سرطان رحم جديدة، كما أن 85 في المئة من حالات الإصابة بالفيروس تتطور إلى أورام سرطانية. وتؤكد الإحصائيات أن خمس نساء من أصل عشرة يصبن بهذا المرض في إحدى مراحل حياتهن، وإذا كانت أغلبية الالتهابات تتواجد دون ظهور أعراض، فإن بعضها يمكن أن يتحول إلى سرطان، ومن هنا تأتي أهمية التشخيص المبكر، خصوصا أن عنق الرحم هو الجهاز الظاهر من رحم المرأة، مما يسهل عملية الفحص عبر مسح عنق الرحم.