كشفت جمعية محاربة داء السيدا أن المخطط الوطني الاستراتيجي لمرضى التهاب الكبد الفيروسي"C" لم يخرج إلى حيز الوجود بسبب غياب تمويل خاص به. وأوضحت الجمعية على لسان رئيسها، في ندوة عقدت مساء الأربعاء بأحد فنادق الدارالبيضاء، أنها عملت منذ شتنبر سنة 2016 على إطلاق "حملة للترافع في اتجاه الأحزاب السياسية لكي تلتزم بمناسبة الانتخابات لتدمج في برامجها تمويل وتدعيم المخطط الوطني للقضاء على الالتهابات الكبدية، وما زلنا مستمرين معها في هذه الترافع". وأكد المهدي القرقوري، رئيس الجمعية، أن عدد المغاربة المصابين بالالتهابات الكبدية "س" يقدر بحوالي 400 ألف مصاب، أي بنسبة 1.2% من الساكنة، بينما تقدر منظمة الصحة العالمية عدد المصابين بهذا الداء بحوالي 71 مليون شخص عبر العالم. وشدد رئيس الجمعية، ضمن كلمته، على أن هذه الالتهابات الكبدية "للأسف الشديد ليس لها أية فرص للتمويل الدولي كما هو حال بعض الأوبئة كالسيدا، السل والملاريا، التي لها صندوق خاص". وخلصت دراسة تشخيصية للإصابة بالالتهاب الكبدي الفيروسي "س" بالمغرب، أشرفت عليها خبيرة دولية، إلى ضرورة بدء العمل بالمجانية المطلقة والفورية في مجالات التحليلات الخاصة بتشخيص وتتبع الاصابة بالالتهاب الكبدي. كما دعت إلى مراجعة الاستراتيجيات في ما يخص اقتناء مواد التركيبات الكيميائية المستعملة في الكشف وآلات تحديد الحمل الفيروسي، بما في ذلك اقتناء الآلات المفتوحة لتحليلات الحمل الفيروسي والنوع الجيني. وكشفت الدراسة، التي نشرتها جمعية محاربة السيدا، أن المفارقة الكبيرة بالمغرب تتجلى في أن الوصول إلى الفحص والاختيارات البيولوجية غير كاف إلى حد كبير، وهذا يرجع بالأساس إلى الأسعار، فيما يتوفر مرضى التهاب الكبد على علاجات فعالة ومنخفضة التكلفة بفضل إنتاج الأدوية الجنيسة في البلاد. وذهبت الدراسة المذكورة إلى أن كلفة التحليلات الخاصة بتشخيص وتتبع الإصابة بالالتهاب الكبدي الفيروسي "C" تبقى مرتفعة بشكل مقصود، مشيرة إلى أن "العدد المحدود من شركات الأدوية المعنية بهذا القطاع التي تتوفر على براءات اختراع التكنولوجيا الحيوية يخلق حالة شبه احتكارية تعطل المنافسة؛ ما يلزم كسر هذه الاحتكارات لمصلحة صحة الجميع". من جهته، البروفيسور مصطفى صدقي، الكاتب العام لفرع جمعية محاربة السيدا بالدارالبيضاء، دعا إلى ضرورة "توفير فحص تشخيص الإصابة بالالتهاب الكبدي الفيروسي (س) مجانا للجميع". وأكد المتحدث نفسه، ضمن مداخلته بالندوة المذكورة، أن هذا الأمر "لا غنى عنه لمواصلة الأمل في القضاء على الفيروس بحلول 2030".