دعت جمعية محاربة السيدا، أمس الثلاثاء بالدار البيضاء، إلى التعجيل بإطلاق المخطط الاستراتيجي الوطني من أجل القضاء جذريا على مختلف الالتهابات الكبدية. وأوضح رئيس الجمعية البروفسور مهدي قرقوري، في ندوة صحفية، أن الجمعية تأمل في أن يصادف الإعلان عن الانطلاقة الرسمية لهذا المخطط يوم 28 يوليوز القادم، الذي يحتفل فيه المجتمع الدولي باليوم العالمي لمحاربة الالتهابات الكبدية.
وكشف البرفسور مهدي القرقوري أن عدد المصابين بالالتهاب الكبدي سي بالمغرب يناهز 400 ألف شخص، مشيرا الى ان نسبة الإصابة تقدر ب1,2 في المائة من الساكنة العامة، غالبيتهم الساحقة لا تدري حملها لهذا الفيروس في غياب حملات تحسيسية بالوقاية والدعوة لإجراء التشخيص الذي يبقى هو الأسلوب الوحيد لمعرفة الإصابة مبكرا. من جهته، أكد البروفيسور مصطفى صدقي، الكاتب العام لفرع جمعية محاربة السيدا بالدارالبيضاء، أنه بالمغرب يسجل سنويا 5000 حالة وفاة بسبب فيروس الالتهاب الكبدي “س”، كما تقدر حالات العدوى سنويا ب 5600 حالة. وذكر، البرفسور مهدي القرقوري بانخراط الجمعية منذ سنة 2013 في سلسلة من الحملات الترافعية، خاصة مع ظهور أول مضادات الفيروسات ذات الفعالية المباشرة ” AAD “، المتعلقة اساسا بعلاج فيروس الالتهابات الكبدية من نوع “س” ، مبرزا أن توفير هذه الأدوية في شكلها الجنيس سيتيح تأمين نتائج علاجية مضمونة بنسبة تتجاوز 95 في المائة وبأقل تكلفة. وأضاف أن الجمعية، انطلاقا من دورها كفاعل مدني، تبقى مستعدة للتعاون مع الوزارة الوصية لتنزيل هذا المخطط المعلن عنه من طرف المغرب في 2016، انسجاما مع أول مخطط عالمي تبنته منظمة الصحة العالمية في يوليوز 2015 لمحاربة الالتهابات الكبدية (2016-2021). وفي غياب فرص للتمويل الدولي كما هو الحال بالنسبة لباقي الاوبئة كالسيدا والسل والملاريا التي تحظى بصندوق خاص، فالجمعية تطالب بالتعبئة الجماعية (الحكومة ومجالس الجهات والمجتمع المدني) لتوفير الإمكانات المالية، مقترحا تعبئة الفرق البرلمانية للمساهمة في ايجاد مصادر لتمويل هذا المخطط، وجعل ذلك ضمن أولوياتها وأخذها بعين الاعتبار في قانون المالية 2020. كما طالبت بضرورة تمكين الاطباء العامين من تتبع المرضى حديثي الاصابة، والذين ليسوا في حالة معقدة أو متقدمة، مع العمل على توفير الأدوية الكافية بالمؤسسات العلاجية، والتشخيص والتتبع الضروريين لتخفيف العبء عن كافة المواطنين المصابين، بما في ذلك الأشخاص غير المتوفرين على التغطية الصحية بمختلف أشكالها ” AMO- RAMED”. وقد شكل هذا اللقاء، المنظم تحت شعار “جميعا من أجل إطلاق المخطط الاستراتيجي الوطني للقضاء على الالتهابات الكبدية”، فرصة سانحة للتعريف بداء الالتهاب الكبدي “س” كوباء صامت أصيب به خلال سنة 2017 -حسب منظمة الصحة العالمية- نحو 71 مليون شخص على الصعيد العالمي، علما أن أغلب المصابين يجهلون إصابتهم بهذا الفيروس إلى أن تتطور حالاتهم الصحية إلى مضاعفات جد خطيرة كتشمع الكبد أو سرطان الكبد. وتم التذكير،أيضا، بسلسلة من المساعي التي انخرط فيها المغرب للقضاء على الالتهاب الكبدي، حيث رخص منذ 2015 لصناعة وتسويق الادوية الجنيسة في نسختها المغربية، كما توج هذا الاجراء بإطلاق وزارة الصحة لدراسة وطنية في فبراير 2019 حول الوضعية الوبائية للإصابات بالالتهابات الكبدية على صعيد المملكة.