الترويج للأكاذيب بهدف خلق أجواء التوتر، والخوف علامة دالة على نهاية أطروحة انفصاليي الداخل أفادت، بعض المصادر الخاصة ل"هسبريس"، من مدينة العيون بأنه لوحظ في الآونة الأخيرة نشاط غير مسبوق لبعض المواقع الالكترونية المقربة من انفصاليي الداخل الذين تحركهم أيادي حكام الجزائر وزبانية مخيمات تيندوف، كمواقع " الصحراء الآن"، و"صحراء بريس"، و"صحراء 24"، و "المستقبل الصحراوي " منضوية تحت مزاعم "وكالة الأنباء الجزائرية"، داعية إلى إحياء ما سمي بالذكرى الأولى "لإقامة أول خيمة بمخيم كديم إزيك". ويتعلق الأمر بحملة إعلامية دعائية مغرضة تقوم على إشاعة مجموعة من الأكاذيب بين صفوف المواطنين مستعملة عناصر متعاطفة مع الطرح الانفصالي، مروجة لإشاعات حول غياب الأمن وتفشي ظاهرة الجريمة بمختلف أحياء مدينة العيون، وحول الأخطار التي تحدق بالمنحدرين من مدينة العيون بسبب تزايد نزعة العنف من السكان المنحدرين من مدن شمال المملكة بهدف تأجيج النزعة العرقية والعنصرية، وخلق مناخ مضطرب يهدف إلى ترويع ساكنة المدينة، وبالتالي خلق الأجواء المواتية لإشعال الفتنة بين السكان. ففي هذا السياق تم تسجيل عدة مقالات مؤسسة على التضخيم والتهويل، واختلاق الأكاذيب والأحداث من قبيل الإدعاء: - أن الساكنة احتفلت بالذكرى الأولى عبر تنظيم مسيرات شعبية حاشدة ! - أن التلاميذ الصحراويين نظموا مسيرات مشابهة انطلاقا من مختلف المؤسسات التعليمية بالمدينة ! - أن العشرات من سيارات السكان المنحدرين من شمال المملكة غادروا المدينة خوفا من تردي الوضع الأمني بها على غرار الأحداث التي رافقت تفكيك مخيم كديم إزيك في نونبر 2010 ! - تعرض بعض الوجوه الانفصالية لاعتداءات من طرف القوات العمومية خلال مسيرات بمختلف شوارع المدينة وكذا حصول إصابات في صفوفهم ! غير أن المؤسف في الأمر، تضيف مصادر "هسبريس" الخاصة من مدينة العيون، أن "بعض الجرائد المغربية نقلت هذه الترهات من دون التمحيص في حقيقتها أو اللجوء إلى السؤال عن جديتها لدى الإدارة المغربية والمسؤولين عن تسييرها، أو لدى المواطنين العاديين بمدينة العيون". وللإشارة، تضيف المصادر ذاتها، فإن "هذه الحملة الدعائية المغرضة التي تهدف تغليط الرأي العام المحلي والدولي تأتي على خلفية النكسات المتوالية التي تعيشها قيادة البوليساريو بعد الدعم الواضح الذي حصلت عليه مبادرة المغرب بمنح أقاليمه الجنوبية حكما ذاتيا موسعا من طرف أهم القوى الفاعلة في المنتظم الدولي، كان آخرها مصادقة اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة على مشروع توصية تجدد دعم المنتظم الدولي للمساعي المبذولة لحل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية وكذا في سياق إقليمي مليء بالعديد من التطورات والمستجدات الجيوستراتيجية وتغير موازين التحالفات والمصالح الإقليمية والدولية بعد سقوط نظام القذافي بوصفه النظام الداعم الرئيس للبوليساريو حيث سقط معه الحشد السياسي والمالي للجبهة الانفصالية". هذا، وقد صدرت العديد من التقارير الدولية التي تشير بأصابع الاتهام لمرتزقة البوليساريو في قمع المواطنين الليبيين، والانخراط في شبكات تهريب المخدرات، وتقاطع مصالحها مع التنظيم الإرهابي للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، كان آخرها تقرير الوكالة الفرنسية للأنباء في نسختها ليوم 11 أكتوبر الجاري. كما أن الجزائر الحاضنة الأساسية للجبهة الانفصالية منيت بانتكاسة دبلوماسية وعزلة دولية جراء موقفها المساند لنظام العقيد الليبي إلى حين سقوطه، وقرارها إيواء عائلته، بالإضافة إلى التطاحنات التي طفت إلى السطح بين الماسكين بزمام السلطة بها. في ظل المعطيات السالفة الذكر، تأتي هذه الحملة المغرضة أساسا لصرف الأنظار والتغطية على المأزق الذي تعيشه البوليساريو والجزائر لتصريف أزمتها الداخلية، وكذا لإلهاء المحتجزين في مخيمات تندوف، الذين يعانون من الحرمان من الحقوق الأساسية، وبعث بعض الآمال في نفوسهم عبر ادعاء استمرار ما يسمونه بالنضال الصحراوي من أجل نيل الاستقلال، ويتم تصريف هذه الأجندة عبر تجييش بعض مناصري الطرح الانفصالي لإعادة إحياء الذكرى السنوية لإقامة أول خيمة بمخيم كديم إزيك، وكذا زرع الفتنة بين المواطنين من جنوب المملكة وشمالها عبر اللعب على الورقة العرقية وتصوير سيناريو مخالف للحقيقة يدعي فشل الدولة في استتباب الأمن بهذه الربوع، وتصويرها كبؤرة من بؤر التوتر عبر العالم خدمة للمخطط الرامي إلى مطالبة المنتظم الدولي حماية وحقوق الإنسان المواطنين الصحراويين.