يعتبر شهر رمضان المبارك فرصة للجالية المسلمة المقيمة بالشيلي لشد الرحال نحو المساجد بحثا عن الخشوع والتقرب إلى الله عز وجل، وكذلك سعيا إلى تلمس جو روحاني في مجتمع يطغى عليه الجانب المادي باضطراد. فخلال هذا الشهر الفضيل، شهر الإحسان والتضامن، تتحول المساجد والمراكز الثقافية والإسلامية بالشيلي إلى أماكن للقاء والتواصل بين المسلمين المقيمين بالبلد الجنوب أمريكي. ففي العاصمة سانتياغو، أصبح المركز الإسلامي للشيلي ومسجد السلام، أول مسجد بني في البلد الجنوب أمريكي وواحد من أكبر المساجد في البلاد، وجهتين متميزتين للمؤمنين لأداء الشعائر الدينية وحضور دروس الوعظ والإرشاد والاستماع إلى القرآن الكريم، والمشاركة في وجبات الإفطار الجماعية التي تنظم بالمناسبة. واستقبل المسلمون بالشيلي هذا الشهر الفضيل، مثلهم في ذلك مثل سائر الدول الإسلامية، في جو من التقوى والأخوة. وتعمل الجالية المسلمة، التي يبلغ تعدادها نحو 4300 شخص بالشيلي، خلال هذا الشهر، لما له من رمزية روحية ودينية قوية، على إعطاء صورة عن قيم التسامح والتقوى، في غياب تام لأي تمييز عرقي أو اجتماعي أو جغرافي. ويعتبر شهر رمضان بالنسبة للمسلمين مليئا بالمعاني الأخلاقية والدينية العميقة، وفي مقدمتها المغفرة والتسامح والرحمة والإحسان والتضامن. وما يميز هذا الشهر عن باقي الشهور هو أنه تفتح فيه أبواب الجنة، ويزداد فيه الثواب وتستجاب فيه الدعوات مصداقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه". وبالتالي فإن الصوم هو لله عز وجل بغية التقرب منه سبحانه وتعالى بالتقوى والخشوع. كما أن لرمضان الكريم ميزات وفضائل أخرى تشمل التعود على الصبر والدعاء، والتحمل وتطهير النفوس والسمو بها. ففي بلدان الاستقبال كالشيلي، يجد أفراد الجاليات المسلمة في وجبات الإفطار الجماعية وسيلة للتعارف والتواصل في ما بينهم وهم الذين باعدت بينهم وبين أهلهم وأوطانهم الأصلية المسافات. ويقصد نحو 200 مسلم من جنسيات مختلفة مسجد السلام بحي "كامبوأمور"، الذي يقع بالمركز الإسلامي بسنتياغو، لتقاسم وجبات الإفطار وأداء صلوات المغرب والعشاء والتراويح. وهكذا فقد دأب المسلمون على أداء الصلوات وتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم كل ليلة خلال شهر رمضان المبارك في جو تطبعه الروحانية والإحساس القوي بالتضامن. *و.م.ع