في وقت واجهت الأعمال الرمضانية لهذا الموسم انتقادات لاذعة، وصلت إلى الدعوة إلى مقاطعة قنوات القطب العمومي، نجح فنانون آخرون في استقطاب عدد كبير من جمهور العالم الافتراضي بسلسلات إلكترونية على منصة "يوتوب". وأطلّ عدد من الممثلين على الجمهور من خلال "سلسلات الويب"، من بينهم زينب عبيد التي جسّدت دور البطولة في عمل يحمل عنوان "الريزو"، إلى جانب المنشط الإذاعي والفنان محمد بوصفيحة، الملقب ب"مومو"، وتجمع فيه بين الواقع والخيال؛ بالإضافة إلى فنانين آخرين يسعون إلى البحث عن جمهور بديل كأنور معتصم وعدنان محجة. وتدور أحداث السلسلة، التي حققت نسب مشاهدة مهمة على "يوتوب"، حول مجموعة من الشباب يدخلون في مغامرة قريبة من الخيال، ويجدون أنفسهم في مواقف يحاولون تجاوزها بكل الطرق، وذلك في قالب تشويقي مثير. "اليوتوبر" المغربي سيمو السدراتي دخل هو الآخر السباق الرمضاني من باب "الويب" إلى جانب الكوميديين أنور فرحات وياسين جرام وآخرين، من خلال سلسلة "فلاش باك"، التي تحكي قصة لقاء بين أصدقاء في الدراسة، يخوضون مغامرات بينهم في قالب درامي كوميدي. وبرّر السدراتي لجوءه إلى منصة "الويب"، في تصريح لهسبريس، بالبحث عن حرية أكبر على مستوى السيناريو والإخراج وطريقة الأداء، "بعيدا عن الطابع الكلاسيكي الذي يسم السلسلات التلفزيونية". وأضاف "اليوتوبر" المغربي: "أصبحت اليوم المعادلة غير مفهومة في إصدار أحكام على الأعمال الكوميدية الرّمضانية، إذ يمكن أن تجر سلسلة معينة سيلا من الانتقادات على مستوى التلفزيون، في حين تجد نجاحا كبيرا على مستوى الويب، وهو الأمر الحاصل مع سلسلة "سوحليفة" على سبيل المثال". الناقد الفنّي ادريس القري استبعد لجوء الفنانين الشباب نحو الويب هروبا من الرقابة الممارسة على التلفزيون، وقال: "الدولة أصبحت أكثر انفتاحا في تعاملها مع المحتوى التلفزيوني، ماعدا المساس بالقيم العليا للوطن"، وتابع: "كما لا يمكن أن تكون هذه السلسلات بديلا للرداءة التلفزيونية، لأنّ الجمهور المغربي يبحث عن احترافية أكبر في الإبداع والابتكار". وعن سلامة هذه الأعمال من الانتقاد، يبرز المتحدث للموقع: "السلسلات الإلكترونية تتميز عن نظيرتها التلفزيونية باستقطابها للمشاهد عكس الثانية التي تطرق بابه كل يوم"، مشيرا إلى أنّ "الويب المغربي استورد قواعد وتقنيات من الخارج حلقت في ثقافة وسياسات مجتمع الحداثة، ونسي أن السياق لا ينطبق مع المجتمع الآخر". وعلّق القري على "حموضة" الأعمال التلفزيونية بالقول: "لا يمكن أن نطلق هذه الأحكام على أعمال تحقق نسب مشاهدة مهمة، ما يدفع القناة إلى التشبث بالمنتج، مقابل دفع شركات الإعلانات الملايير لأشباه النجوم"، مضيفا: "سوق الإشهار أصبحت تتحكم في ما يقدم للمشاهد، والخاسر الأكبر هي قيم المجتمع".